وقوله : ( برك الغماد ) أما ( برك ) فهو بفتح الباء وإسكان الراء هذا هو المعروف المشهور في كتب الحديث وروايات المحدثين ، وكذا نقله القاضي عن رواية المحدثين ، قال : وقال بعض أهل اللغة : صوابه كسر الراء ، قال : وكذا قيده شيوخ أبي ذر في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، كذا ذكره القاضي في شرح مسلم ، وقال في المشارق : هو بالفتح لأكثر الرواة ، قال : ووقع للأصيلي nindex.php?page=showalam&ids=15230والمستملي وأبي محمد الحموي بالكسر ، قلت : وذكره جماعة من أهل اللغة بالكسر لا غير ، واتفق الجميع على أن الراء ساكنة إلا ما حكاه القاضي عن الأصيلي أنه ضبطه [ ص: 464 ] بإسكانها وفتحها ، وهذا غريب ضعيف .
وأما ( الغماد ) فبغين معجمة مكسورة ومضمومة لغتان مشهورتان ، لكن الكسر أفصح ، وهو المشهور في روايات المحدثين ، والضم هو المشهور في كتب اللغة ، وحكى صاحب المشارق والمطالع الوجهين عن ابن دريد ، وقال القاضي عياض في الشرح : ضبطناه في الصحيحين بالكسر ، قال : وحكى ابن دريد فيه الضم والكسر ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14065الحازمي في كتابه " المؤتلف والمختلف في أسماء الأماكن " هو بكسر الغين ، ويقال : بضمها ، قال : وقد ضبطه ابن الفرات في أكثر المواضع بالضم ، لكن أكثر ما سمعته من المشايخ بالكسر ، قال : وهو موضع من وراء مكة بخمس ليال بناحية الساحل ، وقيل : بلدتان ، هذا قول nindex.php?page=showalam&ids=14065الحازمي ، وقال القاضي وغيره : هو موضع بأقاصي هجر ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي : برك الغماد وسعفات هجر كناية ، يقال فيما تباعد .
وفيه معجزتان من أعلام النبوة إحداهما : إخباره صلى الله عليه وسلم بمصرع جبابرتهم ، فلم ينفذ أحد مصرعه . الثانية : إخباره صلى الله عليه وسلم بأن الغلام الذي كانوا يضربونه يصدق إذا تركوه ، ويكذب إذا ضربوه ، وكان كذلك في نفس الأمر . والله أعلم .