قوله : ( فبعث الزبير على إحدى المجنبتين ) هي بضم الميم وفتح الجيم وكسر النون وهما الميمنة والميسرة ، ويكون القلب بينهما ، ( وبعث أبا عبيدة على الحسر ) هو بضم الحاء وتشديد السين المهملتين : أي الذين لا دروع عليهم .
قوله : ( فأخذوا بطن الوادي ) أي جعلوا طريقهم في بطن الوادي .
[ ص: 465 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( اهتف لي بالأنصار ) أي ادعهم لي .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يأتيني إلا أنصاري ، ثم قال : فأطافوا ) إنما خصهم لثقته بهم ، ورفعا لمراتبهم ، وإظهارا لجلالتهم وخصوصيتهم .
قوله : ( ووبشت قريش أوباشا لها ) أي جمعت جموعا من قبائل شتى ، وهو بالباء الموحدة المشددة والشين المعجمة .
قوله : ( فما شاء أحد منا أن يقتل أحدا إلا قتله وما أحد منهم يوجه إلينا شيئا ) أي لا يدفع أحد عن نفسه .
قوله : ( قال أبو سفيان : أبيحت خضراء قريش ، لا قريش بعد اليوم ) كذا في هذه الرواية ( أبيحت ) وفي التي بعدها ( أبيدت ) وهما متقاربان أي استؤصلت قريش بالقتل وأفنيت ، وخضراؤهم بمعنى جماعتهم ، ويعبر عن الجماعة المجتمعة بالسواد والخضرة ومنه السواد الأعظم .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3506565من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ) استدل به nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وموافقوه على أن دور مكة مملوكة يصح بيعها وإجارتها ; لأن أصل الإضافة إلى الآدميين تقتضي الملك ، وما سوى ذلك مجاز ، وفيه تأليف لأبي سفيان ، وإظهار لشرفه .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( إني عبد الله ورسوله ) فيحتمل وجهين : أحدهما : أني رسول الله حقا فيأتيني الوحي وأخبر بالمغيبات كهذه القضية وشبهها ، فثقوا بما أقول لكم وأخبركم به في جميع الأحوال ، والآخر لا تفتنوا بإخباري إياكم بالمغيبات وتطروني كما أطرت النصارى عيسى صلوات الله عليه ، فإني عبد الله ورسوله .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( هاجرت إلى الله وإليكم ، المحيا محياكم والممات مماتكم ) فمعناه : أني هاجرت إلى الله وإلى دياركم لاستيطانها فلا أتركها ، ولا أرجع عن هجرتي الواقعة لله تعالى ، بل أنا ملازم لكم ( المحيا محياكم والممات مماتكم ) أي : لا أحيا إلا عندكم ولا أموت إلا عندكم ، وهذا أيضا من المعجزات ، فلما قال لهم هذا بكوا واعتذروا ، قالوا : والله ما قلنا كلامنا السابق إلا حرصا عليك وعلى مصاحبتك ودوامك عندنا لنستفيد منك ، ونتبرك بك ، وتهدينا الصراط المستقيم ، كما قال الله تعالى : وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ، وهذا معنى قولهم : ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بك ، هو بكسر الضاد ، أي : شحا بك أن تفارقنا ، ويختص بك غيرنا ، وكان بكاؤهم فرحا بما قال لهم ، وحياء مما خافوا أن يكون بلغه عنهم مما يستحيا منه .
قوله : ( فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل إلى الحجر فاستلمه ثم طاف بالبيت ) فيه الابتداء بالطواف في أول دخول مكة ، سواء كان محرما بحج أو عمرة أو غير محرم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم دخلها في هذا اليوم ، وهو يوم الفتح غير محرم بإجماع المسلمين ، وكان على رأسه المغفر ، والأحاديث متظاهرة على ذلك ، والإجماع منعقد عليه . وأما قول القاضي عياض - رضي الله عنه - : أجمع العلماء على تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، ولم يختلفوا في أن من دخلها بعده لحرب أو بغي أنه لا يحل له دخولها حلالا فليس كما نقل ، بل مذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأصحابه وآخرين أنه يجوز دخولها حلالا للمحارب بلا خلاف ، وكذا لمن يخاف من ظالم لو ظهر للطواف وغيره ، وأما من لا عذر له أصلا nindex.php?page=showalam&ids=13790فللشافعي - رضي الله عنه - فيه قولان مشهوران أصحهما : أنه يجوز له دخولها بغير إحرام ، لكن يستحب له الإحرام ، والثاني : لا يجوز ، وقد سبقت المسألة في أول كتاب الحج .
[ ص: 467 ] قوله : ( فأتى على صنم إلى جنب البيت كانوا يعبدونه فجعل يطعنه بسية قوسه ) ( السية ) بكسر السين وتخفيف الياء المفتوحة ، المنعطف من طرفي القوس ، وقوله : ( يطعن ) بضم العين على المشهور ، ويجوز فتحها في لغة ، وهذا الفعل إذلال للأصنام ولعابديها ، وإظهار لكونها لا تضر ولا تنفع ولا تدفع عن نفسها كما قال الله تعالى : وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( احصدوهم ) ، قتل خالد من قتل ، فهو محمول على من أظهر من كفار [ ص: 468 ] مكة قتالا ، وأما أمان من دخل دار أبي سفيان ومن ألقى سلاحه ، وأمان أم هانئ فكله محمول على زيادة الاحتياط لهم بالأمان ، وأما هم علي - رضي الله عنه - بقتل الرجلين ، فلعله تأول منهما شيئا ، أو جرى منهما قتال أو نحو ذلك .