قوله : ( عن حذيفة بن اليمان : خرجت أنا وأبي حسيل ) إلى آخره ، و ( حسيل ) بحاء مضمومة ثم سين مفتوحة مهملتين ثم ياء ثم لام ، ويقال له أيضا : ( حسل ) بكسر الحاء وإسكان السين ، [ ص: 478 ] وهو والد حذيفة ، واليمان لقب له ، والمشهور في استعمال المحدثين أنه اليمان بالنون من غير ياء بعدها ، وهي لغة قليلة ، والصحيح : اليماني بالياء ، وكذا عمرو بن العاصي ، وعبد الرحمن بن أبي الموالي ، وشداد بن الهادي ، والمشهور للمحدثين حذف الياء ، والصحيح إثباتها .
وفيه الوفاء بالعهد ، وقد اختلف العلماء في الأسير يعاهد الكفار ألا يهرب منهم ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة والكوفيون : لا يلزمه ذلك ، بل متى أمكنه الهرب هرب ، وقال مالك : يلزمه ، واتفقوا على أنه لو أكرهوه فحلف لا يهرب لا يمين عليه ; لأنه مكره . وأما قضية حذيفة وأبيه فإن الكفار استحلفوهما لا يقاتلان مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة بدر ، فأمرهما النبي صلى الله عليه وسلم بالوفاء ، وهذا ليس للإيجاب ، فإنه لا يجب الوفاء بترك الجهاد مع الإمام ونائبه ، ولكن أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يشيع عن أصحابه نقض العهد ، وإن كان لا يلزمهم ذلك ; لأن المشيع عليهم لا يذكر تأويلا .