[ ص: 483 ] قوله : ( أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان إلى آخره ) ( السلا ) بفتح السين المهملة وتخفيف اللام مقصور ، وهو : اللفافة التي يكون فيها الولد في بطن الناقة وسائر الحيوان ، وهي من الآدمية المشيمة .
قوله : ( فانبعث أشقى القوم ) هو : عقبة بن أبي معيط ، كما صرح به في الرواية الثانية ، وفي هذا الحديث إشكال ، فإنه يقال : كيف استمر في الصلاة مع وجود النجاسة على ظهره ؟ وأجاب القاضي عياض بأن هذا ليس بنجس . قال : لأن الفرث ورطوبة البدن طاهران ، والسلا من ذلك ، وإنما النجس الدم ، وهذا الجواب يجيء على مذهب مالك ومن وافقه أن روث ما يؤكل لحمه طاهر ، ومذهبنا ومذهب أبي حنيفة وآخرين نجاسته ، وهذا الجواب الذي ذكره القاضي ضعيف أو باطل ; لأن هذا السلا يتضمن النجاسة من حيث إنه لا ينفك من الدم في العادة ، ولأنه ذبيحة عباد الأوثان فهو نجس ، وكذلك اللحم ، وجميع أجزاء هذا الجزور .
وأما الجواب المرضي : أنه صلى الله عليه وسلم لم يعلم ما وضع على ظهره ، فاستمر في سجوده استصحابا للطهارة ، وما ندري هل كانت هذه الصلاة فريضة فتجب إعادتها على الصحيح عندنا أم غيرها فلا تجب ؟ فإن وجبت الإعادة فالوقت موسع لها فإن قيل يبعد ألا يحس بما وقع على ظهره ، قلنا : وإن أحس به فما يتحقق أنه نجاسة . والله أعلم .
قوله : ( لو كانت لي منعة طرحته ) هي بفتح النون ، وحكي إسكانها ، وهو شاذ ضعيف ، ومعناه : لو كان لي قوة تمنع أذاهم ، أو كان لي عشيرة بمكة تمنعني ، وعلى هذا ( منعة ) جمع ( مانع ) ككاتب وكتبة .
قوله : ( وكان إذا دعا دعا ثلاثا وإذا سأل سأل ثلاثا ) فيه استحباب تكرير الدعاء ثلاثا . وقوله : ( وإذا سأل ) هو الدعاء ، لكن عطفه لاختلاف اللفظ توكيدا .
قوله : ( ثم قال : اللهم عليك بأبي جهل بن هشام ، وعتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، [ ص: 484 ] nindex.php?page=showalam&ids=292والوليد بن عقبة ) هكذا هو في جميع نسخ مسلم ( nindex.php?page=showalam&ids=292والوليد بن عقبة ) بالقاف ، واتفق العلماء على أنه غلط ، وصوابه ( nindex.php?page=showalam&ids=15497والوليد بن عتبة ) بالتاء كما ذكره مسلم في رواية أبي بكر بن أبي شيبة بعد هذا ، وقد ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه وغيره من أئمة الحديث على الصواب ، وقد نبه عليه إبراهيم بن سفيان في آخر الحديث فقال : الوليد بن عقبة في هذا الحديث غلط ، قال العلماء : nindex.php?page=showalam&ids=292والوليد بن عقبة بالقاف هو ابن أبي معيط ، ولم يكن ذلك الوقت موجودا أو كان طفلا صغيرا جدا ، فقد أتي به النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وهو قد ناهز الاحتلام ليمسح على رأسه .
قوله : ( وذكر السابع ولم أحفظه ) وقد وقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري تسمية السابع أنه عمارة بن الوليد .
قوله : ( والذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر ) هذه إحدى دعواته صلى الله عليه وسلم المجابة ، ( والقليب ) : هي البئر التي لم تطو ، وإنما وضعوا في القليب تحقيرا لهم ، ولئلا يتأذى الناس برائحتهم ، وليس هو دفنا لأن الحربي لا يجب دفنه ، قال أصحابنا : بل يترك في الصحراء إلا أن يتأذى به ، قال القاضي عياض : اعترض بعضهم على هذا الحديث في قوله : رأيتهم صرعى ببدر ، ومعلوم أن أهل السير قالوا : إن عمارة بن الوليد وهو أحد السبعة ، كان عند النجاشي ، فاتهمه في حرمه ، وكان جميلا ، فنفخ في إحليله سحرا فهام مع الوحوش في بعض جزائر الحبشة فهلك ، قال القاضي : وجوابه أن المراد أنه رأى أكثرهم بدليل أن عقبة بن أبي معيط منهم ولم يقتل ببدر ، بل حمل منها أسيرا ، وإنما قتله النبي صلى الله عليه وسلم صبرا بعد انصرافه من بدر بعرق الظبية ، قلت : [ ص: 485 ] الظبية : ظاء معجمة مضمومة ثم باء موحدة ساكنة ثم ياء مثناة تحت ثم هاء ، هكذا ضبطه nindex.php?page=showalam&ids=14065الحازمي في كتابه المؤتلف في الأماكن ، قال الواقدي : هو من الروحاء على ثلاثة أميال مما يلي المدينة .