[ ص: 23 ] قوله : ( حدثنا أبو خالد الأحمر عن شعبة عن قتادة وحميد عن أنس ) قال nindex.php?page=showalam&ids=14050أبو علي الغساني : ظاهر هذا الإسناد أن شعبة يرويه عن قتادة وحميد جميعا عن أنس ، قال : وصوابه : أن أبا خالد يرويه عن حميد عن أنس ، ويرويه أبو خالد أيضا عن شعبة عن قتادة عن أنس ، قال : وهكذا قاله عبد الغني بن سعيد ، قال القاضي : فيكون حميد معطوفا على شعبة لا على قتادة ، قال : وقد ذكره ابن أبي شيبة في كتابه عن أبي خالد عن حميد وشعبة عن قتادة عن أنس ، فبينه ، وإن كان فيه أيضا إيهام فإن ظاهره : أن حميدا يرويه عن قتادة ، وليس المراد كذلك ؛ بل المراد أن حميدا يرويه عن أنس كما سبق .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3506661ما من نفس تموت لها عند الله خير يسرها أنها ترجع إلى الدنيا ولا أن لها الدنيا وما فيها إلا الشهيد . . . إلى آخره ) هذا من صرائح الأدلة في عظيم فضل الشهادة ، والله المحمود المشكور . وأما سبب تسميته شهيدا : فقال النضر بن شميل : لأنه حي ، فإن أرواحهم شهدت وحضرت دار السلام وأرواح غيرهم إنما تشهدها يوم القيامة ، وقال ابن الأنباري : إن الله تعالى وملائكته عليهم الصلاة والسلام يشهدون له بالجنة ، وقيل : لأنه شهد عند خروج روحه ما أعده الله تعالى له من الثواب والكرامة ، وقيل : لأن ملائكة الرحمة يشهدونه فيأخذون روحه ، وقيل : لأنه شهد له بالإيمان وخاتمة الخير بظاهر حاله ، وقيل : لأن عليه شاهدا بكونه شهيدا وهو الدم ، وقيل : لأنه ممن يشهد على الأمم يوم القيامة [ ص: 24 ] بإبلاغ الرسل الرسالة إليهم ، وعلى هذا القول يشاركهم غيرهم في هذا الوصف .