قوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3506671ثم مؤمن في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره ) فيه : دليل لمن قال بتفضيل العزلة على الاختلاط ، وفي ذلك خلاف مشهور ، فمذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأكثر العلماء أن الاختلاط [ ص: 32 ] أفضل بشرط رجاء السلامة من الفتن ، ومذهب طوائف أن الاعتزال أفضل ، وأجاب الجمهور عن هذا الحديث بأنه محمول على الاعتزال في زمن الفتن والحروب ، أو هو فيمن لا يسلم الناس منه ، ولا يصبر عليهم ، أو نحو ذلك من الخصوص ، وقد كانت الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وجماهير الصحابة والتابعين والعلماء والزهاد مختلطين ، فيحصلون منافع الاختلاط كشهود الجمعة والجماعة والجنائز وعيادة المرضى وحلق الذكر وغير ذلك . وأما ( الشعب ) : فهو ما انفرج بين جبلين ، وليس المراد نفس الشعب خصوصا ؛ بل المراد الانفراد والاعتزال ، وذكر الشعب مثالا لأنه خال عن الناس غالبا .