[ ص: 58 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3506713لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ) هذا الحديث سبق شرحه مع ما يشبهه في أواخر كتاب الإيمان ، وذكرنا هناك الجمع بين الأحاديث الواردة في هذا المعنى ، وأن المراد بقوله صلى الله عليه وسلم : ( حتى يأتي أمر الله ) من الريح التي تأتي فتأخذ روح كل مؤمن ومؤمنة . وأن المراد برواية من روى ( حتى تقوم الساعة ) أي : تقرب الساعة ، وهو خروج الريح . وأما هذه الطائفة فقالnindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : هم أهل العلم ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل : إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم ؟ قال القاضي عياض : إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ، ومن يعتقد مذهب أهل الحديث ، قلت : ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين منهم شجعان [ ص: 59 ] مقاتلون ، ومنهم فقهاء ، ومنهم محدثون ، ومنهم زهاد وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر ، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير ، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض . وفي هذا الحديث معجزة ظاهرة ؛ فإن هذا الوصف ما زال بحمد الله تعالى من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى الآن ، ولا يزال حتى يأتي أمر الله المذكور في الحديث . وفيه دليل لكون الإجماع حجة ، وهو أصح ما استدل به له من الحديث ، وأما حديث " nindex.php?page=hadith&LINKID=3506714لا تجتمع أمتي على ضلالة " فضعيف . والله أعلم .