قوله : ( حدثني nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى الصدفي حدثنا ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن بكر بن سوادة حدثه عن عبد الرحمن بن جبير عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص ) هذا الإسناد كله بصريون ، وقدمنا أن في يونس ست لغات : ضم النون وفتحها وكسرها مع الهمز فيهن وتركه ، وأما [ ص: 438 ] ( الصدفي ) فبفتح الصاد والدال المهملتين وبالفاء منسوب إلى الصدف - بفتح الصاد وكسر الدال - قبيلة معروفة ، قال أبو سعيد بن يونس : دعوتهم في الصدف وليس من أنفسهم ولا من مواليهم ، توفي nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى هذا في شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين ومائتين ، وكان مولده في ذي الحجة سنة سبعين ومائة ، ففي هذا الإسناد رواية لمسلم عن شيخ عاش بعده فإن مسلما توفي سنة إحدى وستين ومائتين كما تقدم . وأما ( بكر بن سوادة ) فبفتح السين وتخفيف الواو . والله أعلم .
قوله : ( عن عبد الله بن عمرو بن العاصي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تلا قول الله تعالى في إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - : رب إنهن أضللن كثيرا من الناس الآية . وقال عيسى - صلى الله عليه وسلم - إن تعذبهم فإنهم عبادك ) هكذا هو في الأصول ( وقال عيسى ) : قال القاضي عياض : قال بعضهم : قوله ( قال ) هو اسم للقول لا فعل يقال قال قولا وقالا وقيلا كأنه قال : وتلا قول عيسى . هذا كلام القاضي عياض .
قوله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ( رفع يديه وقال : اللهم أمتي أمتي وبكى . فقال الله عز وجل : يا جبريل اذهب إلى محمد - وربك أعلم - فاسأله ما يبكيك فأتاه جبريل عليه السلام فسأله فأخبره النبي - صلى الله عليه وسلم - بما قال وهو أعلم فقال الله تعالى : يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك ) هذا الحديث مشتمل على أنواع من الفوائد منها : بيان كمال شفقة النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته واعتنائه بمصالحهم ، واهتمامه بأمرهم ، ومنها : استحباب رفع اليدين في الدعاء ، ومنها : البشارة العظيمة لهذه الأمة - زادها الله تعالى شرفا - بما وعدها الله تعالى بقوله : سنرضيك في أمتك ولا نسوءك وهذا من أرجى الأحاديث لهذه الأمة أو أرجاها ، ومنها : بيان عظم منزلة النبي - صلى الله عليه وسلم - عند الله تعالى وعظيم لطفه [ ص: 439 ] سبحانه به - صلى الله عليه وسلم - ، والحكمة في إرسال جبريل لسؤاله - صلى الله عليه وسلم - إظهار شرف النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأنه بالمحل الأعلى فيسترضى ويكرم بما يرضيه والله أعلم .
وهذا الحديث موافق لقول الله عز وجل : ولسوف يعطيك ربك فترضى . وأما قوله تعالى : ( ولا نسوءك ) ، فقال صاحب ( التحرير ) : هو تأكيد للمعنى أي : لا نحزنك ; لأن الإرضاء قد يحصل في حق البعض بالعفو عنهم ويدخل الباقي النار فقال تعالى : نرضيك ولا ندخل عليك حزنا بل ننجي الجميع . والله أعلم .