قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح ) أما الضحضاح فهو بضادين معجمتين مفتوحتين ، والضحضاح : ما رق من الماء على وجه الأرض إلى نحو الكعبين ، واستعير في النار . وأما الغمرات فبفتح الغين والميم واحدتها غمرة بإسكان الميم وهي المعظم من الشيء .
[ ص: 444 ] وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ) قال أهل اللغة : في الدرك لغتان فصيحتان مشهورتان : فتح الراء وإسكانها ، وقرئ بهما في القراءات السبع ، قال الفراء : هما لغتان جمعهما أدراك ، وقال الزجاج : اللغتان حكاهما أهل اللغة ، إلا أن الاختيار فتح الراء لأنه أكثر في الاستعمال ، وقال أبو حاتم : جمع ( الدرك ) بالفتح أدراك كجمل وأجمال وفرس وأفراس ، وجمع ( الدرك ) بالإسكان أدرك كفلس وأفلس . وأما معناه : فقال جميع أهل اللغة والمعاني والغريب وجماهير المفسرين : الدرك الأسفل قعر جهنم . وأقصى أسفلها ، قالوا : ولجهنم أدراك ، فكل طبقة من أطباقها تسمى دركا . والله أعلم .