[ ص: 445 ] باب الدليل على أن من مات على الكفر لا ينفعه عمل
فيه حديث عائشة - رضي الله عنها - : ( قالت : قلت يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذلك نافعه ؟ قال : لا ينفعه ، إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ) معنى هذا الحديث : أن ما كان يفعله من الصلة والإطعام ووجوه المكارم لا ينفعه في الآخرة ; لكونه كافرا ، وهو معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( لم يقل رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ) أي لم يكن مصدقا بالبعث ، ومن لم يصدق به كافر ولا ينفعه عمل . قال القاضي عياض - رحمه الله - تعالى - : وقد انعقد الإجماع على أن الكفار لا تنفعهم أعمالهم ، ولا يثابون عليها بنعيم ولا تخفيف عذاب ، لكن بعضهم أشد عذابا من بعض بحسب جرائمهم . هذا آخر كلام القاضي . وذكر الإمام الحافظ الفقيه nindex.php?page=showalam&ids=13933أبو بكر البيهقي في كتابه ( البعث والنشور ) نحو هذا عن بعض أهل العلم والنظر ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : وقد يجوز أن يكون حديث ابن جدعان وما ورد من الآيات والأخبار في بطلان خيرات الكافر إذا مات على الكفر ، ورد في أنه لا يكون لها موقع التخلص من النار وإدخال الجنة ولكن يخفف عنه عذابه الذي يستوجبه على جنايات ارتكبها سوى الكفر بما فعل من الخيرات . هذا كلام nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي . قال العلماء : وكان ابن جدعان كثير الإطعام وكان اتخذ للضيفان جفنة يرقى إليها بسلم ، وكان من بني تميم بن مرة أقرباء عائشة - رضي الله عنها - ، وكان من رؤساء قريش ، واسمه عبد الله ، ( وجدعان ) بضم الجيم وإسكان الدال المهملة وبالعين المهملة . وأما صلة الرحم فهي الإحسان إلى الأقارب ، وقد تقدم بيانها . وأما الجاهلية فما كان قبل النبوة ، سموا بذلك لكثرة جهالاتهم . والله أعلم .