عبد الله بن بسر ، بضم الباء ، ويزيد بن خمير ، بضم الخاء المعجمة وفتح الميم .
وقوله : ( ووطبة ) هكذا رواية الأكثرين ( وطبة ) بالواو وإسكان الطاء وبعدها باء موحدة ، وهكذا رواه النضر بن شميل راوي هذا الحديث عن شعبة ، والنضر إمام من أئمة اللغة ، وفسره النضر فقال : ( الوطبة ) الحيس يجمع التمر البرني ، والأقط المدقوق ، والسمن ، وكذا ضبطه أبو مسعود الدمشقي nindex.php?page=showalam&ids=12604وأبو بكر البرقاني وآخرون ، وهكذا هو عندنا في معظم النسخ ، وفي بعضها ( رطبة ) براء مضمومة وفتح الطاء ، وكذا ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي وقال : هكذا جاء فيما رأيناه من نسخ مسلم ( رطبة ) بالراء ، قال : وهو تصحيف من الراوي ، وإنما هو بالواو ، وهذا الذي ادعاه على نسخ مسلم هو فيما رآه هو ، وإلا فأكثرها بالواو ، وكذا نقله أبو مسعود البرقاني ، والأكثرون عن نسخ مسلم .
ونقل القاضي عياض عن رواية بعضهم في مسلم ( وطئة ) بفتح الواو وكسر الطاء وبعدها همزة ، وادعى أنه الصواب ، وهكذا ادعاه آخرون ( والوطئة ) بالهمز عند أهل اللغة طعام يتخذ من التمر كالحيس ، هذا ما ذكروه ولا منافاة بين هذا كله ، فيقبل ما صحت به الروايات ، وهو صحيح في اللغة . والله أعلم .
وقوله : ( ويلقي النوى بين أصبعيه ) أي يجعلها بينهما لقلته ، ولم يلقه في إناء التمر لئلا يختلط بالتمر ، وقيل : كان يجمعه على ظهر الأصبعين ثم يرمي به .
وقوله : ( قال شعبة : هو ظني ، وهو فيه إن شاء الله إلقاء النوى ) . معناه : أن شعبة قال : الذي أظنه أن إلقاء النوى مذكور في الحديث ، فأشار إلى تردد فيه وشك ، وفي الطريق الثاني جزم [ ص: 195 ] بإثباته ولم يشك ، فهو ثابت بهذه الرواية ، وأما رواية الشك فلا تضر سواء تقدمت على هذه أو تأخرت ؛ لأنه تيقن في وقت وشك في وقت ، فاليقين ثابت ، ولا يمنعه النسيان في وقت آخر .
وفيه استحباب طلب الدعاء من الفاضل ودعاء الضيف بتوسعة الرزق والمغفرة والرحمة ، وقد جمع صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء خيرات الدنيا والآخرة . والله أعلم .