ومنها منقبة لهذا الأنصاري وامرأته رضي الله عنهما .
ومنها الاحتيال في إكرام الضيف إذا كان يمتنع منه رفقا بأهل المنزل لقوله : أطفئي السراج ، وأريه أنا نأكل ، فإنه لو رأى قلة الطعام ، وأنهما لا يأكلان معه لامتنع من الأكل .
وقوله : فانطلق به إلى رحله أي منزله ، ورحل الإنسان هو منزله من حجر أو مدر أو شعر أو وبر .
قوله : ( فقال لامرأته : هل عندك شيء ؟ قالت : لا ، إلا قوت صبياني ، قال : فعلليهم بشيء ) هذا محمول على أن الصبيان لم يكونوا محتاجين إلى الأكل ، وإنما تطلبه أنفسهم على عادة الصبيان من غير جوع يضرهم ، فإنهم لو كانوا على حاجة بحيث يضرهم ترك الأكل لكان إطعامهم واجبا ، ويجب تقديمه على الضيافة ، وقد أثنى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على هذا الرجل وامرأته فدل على أنهما لم يتركا واجبا ، بل أحسنا وأجملا رضي الله عنهما .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة ) قال القاضي : المراد بالعجب من الله رضاه ذلك . قال : وقد يكون المراد عجبت ملائكة الله ، وأضافه إليه سبحانه وتعالى تشريفا .