ومنهم من تأول حديث ابن شهاب ، وجمع بينه وبين الروايات ، فقال : لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم تحريم خاتم الذهب ، اتخذ خاتم فضة فلما لبس خاتم الفضة أراه الناس في ذلك اليوم ليعلمهم إباحته ، ثم طرح خاتم الذهب ، وأعلمهم تحريمه فطرح الناس خواتيمهم من الذهب ، فيكون قوله : ( فطرح الناس خواتمهم ) أي خواتم الذهب ، وهذا التأويل هو الصحيح ، وليس في الحديث ما يمنعه .
وأما قوله : ( فصنع الناس الخواتم من الورق فلبسوه ) ، ثم قال : ( فطرح خاتمه ، فطرحوا خواتمهم ) فيحتمل أنهم لما علموا أنه صلى الله عليه وسلم يصطنع لنفسه خاتم فضة اصطنعوا لأنفسهم خواتيم فضة ، وبقيت معهم خواتيم الذهب كما بقي مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن طرح خاتم الذهب ، واستبدلوا الفضة . والله أعلم .