قال أبو عبيد وآخرون : هو الذي يلبس ثياب أهل الزهد والعبادة والورع ، ومقصوده أن يظهر للناس أنه متصف بتلك الصفة ، ويظهر من التخشع والزهد أكثر مما في قلبه ، فهذه ثياب زور ورياء . وقيل : هو كمن لبس ثوبين لغيره ، وأوهم أنهما له . وقيل : هو من يلبس قميصا واحدا ويصل بكميه كمين آخرين ، فيظهر أن عليه قميصين . وحكى nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي قولا آخر أن المراد هنا بالثوب الحالة والمذهب ، والعرب تكني بالثوب عن حال لابسه ، ومعناه أنه كالكاذب القائل ما لم يكن . وقولا آخر أن المراد الرجل الذي تطلب منه شهادة زور ، فيلبس ثوبين يتجمل بهما ، فلا ترد شهادته لحسن هيئته . والله أعلم .
قوله في إسناد الباب : ( حدثنا محمدبن عبد الله بن نمير ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، وعبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها ) وذكر الحديث ، وبعده عن ابن نمير أيضا عن عبدة عن هشام عن فاطمة عن أسماء الحديث ، وبعده عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة ، وعن إسحاق عن أبي معاوية كلاهما عن هشام بهذا الإسناد ، هكذا وقعت هذه الأسانيد في جميع نسخ بلادنا على هذا الترتيب ، ووقع في نسخة ابن ماهان رواية ابن أبي شيبة وإسحاق عقيب رواية ابن نمير عن nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، ومقدمة علي رواية ابن نمير عن عبدة وحده ، واتفق الحفاظ على أن هذا الذي في نسخة ابن ماهان خطأ .
قال عبد الغني بن سعيد : هذا خطأ قبيح . قال : وليس يعرف حديث هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها إلا من رواية مسلم عن ابن نمير ، ومن رواية nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر بن راشد . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في كتاب العلل : حديث هشام عن أبيه عن عائشة إنما يرويه هكذا معمر nindex.php?page=showalam&ids=16874والمبارك بن فضالة ، ويرويه غيرهما عن فاطمة عن أسماء ، وهو الصحيح . قال : وإخراج مسلم حديث هشام عن أبيه عن عائشة لا يصح ، والصواب حديث عبدة nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيع وغيرهما عن هشام عن فاطمة عن أسماء . والله أعلم .