قولها : ( عليكم السام والذام ) هو بالذال المعجمة وتخفيف الميم ، وهو الذم ، ويقال بالهمز أيضا ، والأشهر ترك الهمز ، وألفه منقلبة عن واو ، والذم والذيم والذم بمعنى العيب ، وروي الدم [ ص: 323 ] بالدال المهملة ، ومعناه الدائم ، وممن ذكر أنه روي بالمهملة nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير ، ونقل القاضي الاتفاق على أنه بالمعجمة . قال : ولو روي بالمهملة لكان له وجه . والله أعلم .

قوله ( ففطنت بهم عائشة فسبتهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مه يا عائشة ، فإن الله لا يحب الفحش والتفحش ) ( مه ) كلمة زجر عن الشيء . وقوله : ( ففطنت هو بالفاء وبالنون بعد الطاء من الفطنة ، هكذا هو في جميع النسخ ، وكذا نقله القاضي عن الجمهور . قال : ورواه بعضهم : ( فقطبت ) بالقاف وتشديد الطاء وبالباء الموحدة ، وقد تخفف الطاء في هذا اللفظ ، وهو بمعنى قوله في الرواية الأخرى : ( غضبت ) ولكن الصحيح الأول .

وأما سبها لهم ففيه الانتصار من الظالم ، وفيه الانتصار لأهل الفضل ممن يؤذيهم . وأما الفحش فهو القبيح من القول والفعل . وقيل : الفحش مجاوزة الحد . وفي هذا الحديث استحباب تغافل أهل الفضل عن سفه المبطلين إذا لم تترتب عليه مفسدة . قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله : الكيس العاقل هو الفطن المتغافل .