قوله : ( وكانت امرأة جسيمة تفرع النساء جسما لا تخفى على من يعرفها ) فقوله : ( جسيمة ) أي عظيمة الجسم ، وقوله : ( تفرع ) هو بفتح التاء وإسكان الفاء وفتح الراء وبالعين المهملة ، أي تطولهن ، فتكون أطول منهن ، والفارع المرتفع العالي . وقوله : ( لا تخفى على من يعرفها ) يعني لا تخفى إذا كانت متلففة في ثيابها ومرطها في ظلمة الليل ونحوها على من قد سبقت له معرفة طولها لانفرادها بذلك .
قولها : ( وإنه ليتعشى وفي يده عرق ) هو بفتح العين وإسكان الراء ، وهو العظم الذي عليه بقية لحم . هذا هو المشهور ، وقيل : هو القذرة من اللحم ، وهو شاذ ضعيف .
[ ص: 327 ] قوله : ( قال هشام : يعني البراز ) هكذا المشهور في الرواية ( البراز ) بفتح الباء ، وهو الموضع الواسع البارز الظاهر ، وقد قال الجوهري في الصحاح : البراز بكسر الباء هو الغائط ، وهذا أشبه أن يكون هو المراد هنا ، فإن مراد هشام بقوله : ( يعني البراز ) تفسير قوله صلى الله عليه وسلم ( قد أذن لكن ) أن تخرجن لحاجتكن فقال هشام : المراد بحاجتهن الخروج للغائط ، لا لكل حاجة من أمور المعايش . والله أعلم .