قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل هؤلاء عليكم ) إشارة إلى جميع المخنثين لما رأى من وصفهم للنساء ، ومعرفتهم ما يعرفه الرجال منهن .
قال العلماء : المخنث ضربان : أحدهما من خلق كذلك ، ولم يتكلف التخلق بأخلاق النساء ، وزيهن ، وكلامهن ، وحركاتهن ، بل هو خلقة خلقه الله [ ص: 337 ] عليها فهذا لا ذم عليه ، ولا عتب ، ولا إثم ولا عقوبة ؛ لأنه معذور لا صنع له في ذلك ، ولهذا لم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم أولا دخوله على النساء ، ولا خلقه الذي هو عليه حين كان من أصل خلقته ، وإنما أنكر عليه بعد ذلك معرفته لأوصاف النساء ، ولم ينكر صفته وكونه مخنثا .
الضرب الثاني من المخنث هو من لم يكن له ذلك خلقة ، بل يتكلف أخلاق النساء وحركاتهن وهيئاتهن وكلامهن ، ويتزيا بزيهن ، فهذا هو المذموم الذي جاء في الأحاديث الصحيحة لعنه ، وهو بمعنى الحديث الآخر ( لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال ، والمتشبهين بالنساء من الرجال ) وأما الضرب الأول فليس بملعون ، ولو كان ملعونا لما أقره أولا . والله أعلم .