أما قولها : ( أعلقت عليه ) فهكذا هو في جميع نسخ صحيح مسلم ( عليه ) ووقع في صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من رواية معمر وغيره ( عليه ) فأعلقت عليه كما هنا . ومن رواية سفيان بن عيينة ( فأعلقت عنه ) [ ص: 368 ] بالنون ، وهذا هو المعروف عند أهل اللغة . قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : المحدثون يروونه ( أعلقت عليه ) ، والصواب ( عنه ) وكذا قاله غيره ، وحكاهما بعضهم لغتين : أعلقت عنه ، وعليه ، ومعناه عالجت وجع لهاته بأصبعي .
وأما ( العذرة ) فقال العلماء هي بضم العين وبالذال المعجمة ، وهي وجع في الحلق يهيج من الدم ، يقال في علاجها : عذرته ، فهو معذور . وقيل : هي قرحة تخرج في الخرم الذي بين الحلق والأنف ، تعرض للصبيان غالبا عند طلوع العذرة ، وهي خمسة كواكب تحت الشعرى العبور ، وتسمى العذارى ، وتطلع في وسط الحز ، وعادة النساء في معالجة العذرة أن تأخذ المرأة خرقة فتفتلها فتلا شديدا وتدخلها في أنف الصبي ، وتطعن ذلك الموضع ، فينفجر منه دم أسود ، وربما أقرحته ، وذلك الطعن يسمى دغرا وغدرا . فمعنى ( تدغرن أولادكن ) أنها تغمز حلق الولد بأصبعها ، فترفع ذلك الموضع ، وتكبسه .
وأما ( العلاق ) فبفتح العين وفي الرواية الأخرى ( الإعلاق ) وهو الأشهر عند أهل اللغة حتى زعم بعضهم أنه الصواب ، وأن العلاق لا يجوز . قالوا : والإعلاق مصدر أعلقت عنه ، ومعناه أزلت عنه العلوق ، وهي الآفة والداهية ، والإعلاق هو معالجة عذرة الصبي ، وهي وجع حلقه كما سبق . قال nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير : ويجوز أن يكون العلاق هو الاسم منه .
وأما ( ذات الجنب ) فعلة معروفة . والعود الهندي يقال له : القسط ، والكست لغتان مشهورتان .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( علامه تدغرن أولادكن ) هكذا هو في جميع النسخ ( علامه ) وهي هاء السكت ثبتت هنا في الدرج . قوله : ( والحبة السوداء الشونيز ) هذا هو الصواب المشهور الذي ذكره الجمهور . قال القاضي : وذكر الحربي عن الحسن أنها الخردل . قال : وقيل : هي الحبة الخضراء ، وهي البطم ، والعرب تسمي الأخضر أسود ، ومنه سواد العراق لخضرته بالأشجار ، وتسمي الأسود أيضا أخضر .