قوله صلى الله عليه وسلم : ( تلك الكلمة من الجن يخطفها فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة ) هكذا هو في جميع النسخ ببلادنا : ( الكلمة من الجن ) بالجيم والنون ، أي الكلمة المسموعة من الجن ، أو التي تصح مما نقلته الجن بالجيم والنون ، وذكر القاضي في المشارق أنه روي هكذا ، وروي أيضا ( من الحق ) بالحاء والقاف .
وأما قوله : ( فيقرها ) فهو بفتح الياء وضم القاف وتشديد الراء ، و ( قر الدجاجة ) بفتح القاف . والدجاجة بالدال الدجاجة المعروفة . قال أهل اللغة والغريب : القر ترديد الكلام في أذن المخاطب حتى يفهمه ، يقول : قررته فيه أقره قرا . وقر الدجاجة صوتها إذا قطعته ، يقال : قرت تقر قرا [ ص: 388 ] وقريرا ، فإن رددته قلت : قرقرت قرقرة . قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي وغيره : معناه أن الجني يقذف الكلمة إلى وليه الكاهن ، فتسمعها الشياطين كما تؤذن الدجاجة بصوتها صواحبها فتتجاوب .
قال : وفيه وجه آخر ، وهي أن تكون الرواية ( كقر الزجاجة ) تدل عليه رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ( فيقرها في أذنه كما تقر القارورة ) قال : فذكر القارورة في هذه الرواية يدل على ثبوت الرواية بالزجاجة قال القاضي : أما مسلم فلم تختلف الرواية فيه أنه الدجاجة بالدال ، لكن رواية القارورة تصحح الزجاجة . قال القاضي : معناه يكون لما يلقيه إلى وليه حس كحس القارورة عند تحريكها مع اليد أو على صفا .