أما قوله عز وجل : ( يؤذيني ابن آدم ) فمعناه يعاملني معاملة توجب الأذى في حقكم .
وأما قوله عز وجل : ( وأنا الدهر ) فإنه برفع الراء ، هذا هو الصواب المعروف الذي قاله nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، وأبو عبيد وجماهير [ ص: 406 ] المتقدمين والمتأخرين ، وقال أبو بكر ومحمد بن داود الأصبهاني الطاهري : إنما هو الدهر بالنصب على الظرف ، أي أنا مدة الدهر أقلب ليله ونهاره . وحكى nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر هذه الرواية عن بعض أهل العلم . وقال النحاس : يجوز النصب أي فإن الله باق مقيم أبدا لا يزول . قال القاضي : قال بعضهم : هو منصوب على التخصيص . قال : والظرف أصح وأصوب . أما رواية الرفع ، وهي الصواب ، فموافقة لقوله " فإن الله هو الدهر .
قال العلماء : وهو مجاز ، وسببه أن العرب كان شأنها أن تسب الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة بها من موت أو هرم أو تلف مال أو غير ذلك ، فيقولون : يا خيبة الدهر ، ونحو هذا من ألفاظ سب الدهر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=3507129لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " أي لا تسبوا فاعل النوازل ، فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى ؛ لأنه هو فاعلها ومنزلها .