قوله : ( أن مسيلمة الكذاب ورد المدينة في عدد كثير ، فجاء إليه النبي صلى الله عليه وسلم ) قال العلماء : إنما جاءه تألفا له ولقومه رجاء إسلامهم ، وليبلغ ما أنزل إليه . قال القاضي : ويحتمل أن سبب مجيئه إليه أن مسيلمة قصده من بلده للقائه ، فجاءه مكافأة له . قال : وكان مسيلمة إذ ذاك يظهر الإسلام ، وإنما ظهر كفره وارتداده بعد ذلك . قال : وقد جاء في حديث آخر أنه هو أتى النبي صلى الله عليه وسلم فيحتمل أنهما مرتان .
قوله صلى الله عليه وسلم لمسيلمة : ( ولن أتعدى أمر الله فيك ) فهكذا وقع في جميع نسخ مسلم .
ووقع في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ( ولن تعدو أمر الله فيك ) قال القاضي : هما صحيحان . فمعنى الأول لن أعدو أنا أمر الله فيك من أني لا أجيبك إلى ما طلبته مما لا ينبغي لك من الاستخلاف أو المشاركة ، ومن أني أبلغ ما أنزل إلي ، وأدفع أمرك بالتي هي أحسن . ومعنى الثاني ولن تعدو [ ص: 434 ] أنت أمر الله في خيبتك فيما أملته من النبوة ، وهلاكك دون ذلك ، أو فيما سبق من قضاء الله تعالى وقدره في شقاوتك . والله أعلم .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( ولئن أدبرت ليعقرنك الله ) أي إن أدبرت عن طاعتي ليقتلنك الله . والعقر القتل وعقروا الناقة قتلوها . وقتله الله تعالى يوم اليمامة . وهذا من معجزات النبوة .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( وهذا ثابت يجيبك عني ) قال العلماء كان nindex.php?page=showalam&ids=215ثابت بن قيس خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يجاوب الوفود عن خطبهم وتشدقهم .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507190رأيت في يدي سوارين ) وفي الرواية الأخرى : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507191فوضع في يدي أسوارين ) قال أهل اللغة : يقال : ( سوار ) بكسر السين وضمها ، و ( أسوار ) بضم الهمز ، ثلاث لغات . ووقع في جميع النسخ في الرواية الثانية ( أسوارين ) فيكون وضع بفتح الواو والضاد ، وفيه ضمير الفاعل ، أي وضع الآتي بخزائن الأرض في يدي أسوارين ، فهذا هو الصواب . وضبطه بعضهم ( فوضع ) بضم الواو ، وهو ضعيف لنصب أسوارين ، وإن كان يتخرج على وجه ضعيف . وقوله : ( يدي ) هو بتشديد الياء على التثنية .