وأما تكثير الماء فقد صح من رواية أنس nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود وجابر nindex.php?page=showalam&ids=40وعمران بن الحصين ، وكذا تكثير الطعام وجد منه صلى الله عليه وسلم في مواطن مختلفة ، وعلى أحوال كثيرة ، وصفات متنوعة ، وقد سبق في كتاب الرقى بيان حقيقة المعجزة ، والفرق بينها وبين الكرامة ، وسبق قبل ذلك بيان كيفية تكثير الطعام وغيره .
قوله : ( فأتى بقدح رحراح ) هو بفتح الراء وإسكان الحاء المهملة ، ويقال له : ( رحرح ) بحذف الألف ، وهو الواسع القصير الجدار .
قوله : ( فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه ) هو بضم الباء وفتحها وكسرها ، ثلاث لغات . وفي كيفية هذا النبع قولان حكاهما القاضي وغيره : أحدهما - ونقله القاضي عن المزني وأكثر العلماء - أن معناه أن الماء كان يخرج من نفس أصابعه صلى الله عليه وسلم ، وينبع من ذاتها . قالوا : وهو أعظم في المعجزة من نبعه من حجر ، ويؤيد هذا أنه جاء في رواية : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507199فرأيت الماء ينبع من أصابعه ) .
والثاني يحتمل أن الله كثر الماء في ذاته ، فصار يفور من بين أصابعه لا من نفسها ، وكلاهما معجزة ظاهرة ، وآية باهرة .