قوله : ( ما رأيت أحدا أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : وكان إبراهيم مسترضعا في عوالي المدينة ) إلى قوله : ( فيأخذه فيقبله ) أما ( العوالي ) فالقرى التي عند المدينة . وقوله : ( أرحم بالعيال ) هذا هو المشهور الموجود في النسخ والروايات . قال القاضي : وفي بعض الروايات ( بالعباد ) . ففيه بيان كريم خلقه صلى الله عليه وسلم ورحمته للعيال والضعفاء . وفيه جواز الاسترضاع ، وفيه فضيلة رحمة العيال والأطفال وتقبيلهم .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإنه مات في الثدي وإن ظئرين تكملان رضاعه في الجنة ) معناه مات وهو في سن رضاع الثدي ، أو في حال تغذيه بلبن الثدي . وأما ( ظئر ) فبكسر الظاء مهموزة ، وهي المرضعة ولد غيرها ، وزوجها ظئر لذلك الرضيع . فلفظة ( الظئر ) تقع على الأنثى والذكر . ومعنى ( تكملان رضاعه ) أي تتمانه سنتين ، فإنه توفي وله ستة عشر شهرا ، أو سبعة عشر ، فترضعانه بقية السنتين ، فإنه تمام الرضاعة بنص القرآن . قال صاحب التحرير : وهذا الإتمام لإرضاع إبراهيم رضي الله عنه [ ص: 471 ] يكون عقب موته ، فيدخل الجنة متصلا بموته ، فيتم فيها رضاعه كرامة له ولأبيه صلى الله عليه وسلم . قال القاضي : واسم أبي سيف هذا البراء ، واسم أم سيف زوجته خولة بنت المنذر الأنصارية ، كنيتها أم سيف ، وأم بردة .