قوله : ( فاغتسل عند مويه ) هكذا هو في جميع نسخ بلادنا ومعظم غيرها : ( مويه ) بضم الميم وفتح الواو وإسكان الياء ، وهو تصغير ماء ، وأصله ( موه ) ، والتصغير يرد الأشياء إلى أصولها .
وقال القاضي : وقع في بعض الروايات ( مويه ) كما ذكرناه ، وفي معظمها ( مشربة ) بفتح الميم وإسكان الشين ، وهي حفرة في أصل النخلة يجمع الماء فيها لسقيها . قال القاضي : وأظن الأول تصحيفا كما سبق - والله أعلم .
وفي هذا الحديث فوائد : منها أن فيه معجزتين ظاهرتين لموسى صلى الله عليه وسلم إحداهما مشي الحجر بثوبه إلى ملأ بني إسرائيل ، والثانية حصول الندب في الحجر ، ومنها وجود التمييز في الجماد كالحجر ونحوه ، ومثله تسليم الحجر بمكة ، وحنين الجذع ، ونظائره ، وسبق قريبا بيان هذه المسألة مبسوطة . ومنها جواز الغسل عريانا [ ص: 512 ] في الخلوة ، وإن كان ستر العورة أفضل ، وبهذا قال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك وجماهير العلماء ، وخالفهم nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى : وقال : إن للماء ساكنا ، واحتج في ذلك بحديث ضعيف .
قالوا : ولا التفات إلى ما قاله من لا تحقيق له من أهل التاريخ في إضافة بعض العاهات إلى بعضهم ، بل نزههم الله تعالى من كل عيب ، وكل شيء يبغض العيون ، أو ينفر القلوب .