ويقال : يوسف بضم السين وكسرها وفتحها مع الهمز وتركه ، فهي ستة أوجه قال العلماء : وأصل الكرم كثرة الخير ، وقد جمع يوسف صلى الله عليه وسلم مكارم الأخلاق ، مع شرف النبوة ، مع شرف النسب ، وكونه نبيا ابن ثلاثة أنبياء متناسلين أحدهم خليل الله صلى الله عليه وسلم ، وانضم إليه شرف علم الرؤيا ، وتمكنه فيه ، ورياسة الدنيا ، وملكها بالسيرة الجميلة ، وحياطته للرعية ، وعموم نفعه إياهم ، وشفقته عليهم ، وإنقاذه إياهم من تلك السنين . والله أعلم .
قال العلماء : لما سئل صلى الله عليه وسلم : أي الناس أكرم ؟ أخبر بأكمل الكرم وأعمه ، فقال : أتقاهم لله . وقد [ ص: 518 ] ذكرنا أن أصل الكرم كثرة الخير ، ومن كان متقيا كان كثير الخير وكثير الفائدة في الدنيا ، وصاحب الدرجات العلا في الآخرة . فلما قالوا : ليس عن هذا نسألك قال : يوسف الذي جمع خيرات الآخرة والدنيا وشرفهما .
ومعناه أن أصحاب المروءات ومكارم الأخلاق في الجاهلية إذا أسلموا أو فقهوا فهم خيار الناس . قال القاضي : وقد تضمن الحديث في الأجوبة الثلاثة أن الكرم كله عمومه وخصوصه ومجمله ومبانه إنما هو الدين من التقوى والنبوة والإعراق فيها والإسلام مع الفقه ، ومعنى معادن العرب أصولها وفقهوا بضم القاف على المشهور ، وحكي كسرها أي صاروا فقهاء عالمين بالأحكام الشرعية الفقهية والله أعلم .