وفي هذا الحديث جواز تدلل العالم والفاضل بحضرة من يدل عليه من فضلاء أصحابه ، واستحباب ترك ذلك إذا حضر غريب أو صاحب يستحي منه .
قوله : ( دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله ) هكذا هو في جميع نسخ بلادنا : ( تهتش ) بالتاء بعد الهاء ، وفي بعض النسخ الطارئة بحذفها ، وكذا ذكره القاضي ، وعلى هذا فالهاء مفتوحة ، يقال : هش يهش ، كشم يشم . وأما الهش الذي هو خبط الورق من الشجر ، فيقال منه : هش يهش بضمها .
قال الله تعالى : وأهش بها قال أهل اللغة : الهشاشة والبشاشة بمعنى طلاقة الوجه وحسن اللقاء . ومعنى ( لم تباله ) لم تكترث به ، وتحتفل لدخوله .
[ ص: 546 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507285ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة ) هكذا هو في الرواية ( أستحي ) بياء واحدة في كل واحدة منهما . قال أهل اللغة : يقال استحيى يستحيي بياءين ، واستحى يستحي بياء واحدة ، لغتان ، الأولى أفصح وأشهر ، وبها جاء القرآن .
وفيه فضيلة ظاهرة لعثمان وجلالته عند الملائكة ، وأن الحياء صفة جميلة من صفات الملائكة .