( باب السواك ) قال أهل اللغة : السواك بكسر السين ، وهو يطلق على الفعل وعلى العود الذي يتسوك به ، وهو مذكر ، قال الليث : وتؤنثه العرب أيضا قال الأزهري : هذا من عدد الليث أي من أغاليطه القبيحة ، وذكر صاحب المحكم أنه يؤنث ويذكر ، والسوك فعلك بالسواك ، ويقال : ساك فمه يسوكه سوكا فإن قلت : استاك : لم يذكر الفم ، وجمع السواك سوك بضمتين ككتاب وكتب ، وذكر صاحب المحكم أنه يجوز أيضا ( سؤك ) بالهمز ، ثم قيل : إن السواك مأخوذ من ساك إذا دلك ، وقيل : من جاءت الإبل تساوك أي تتمايل هزالا . وهو في اصطلاح العلماء استعمال عود أو نحوه في الأسنان لتذهب الصفرة وغيرها عنها . والله أعلم .
ثم إن السواك سنة ، ليس بواجب في حال من الأحوال لا في الصلاة ولا في غيرها بإجماع من يعتد به في الإجماع ، وقد حكى الشيخ nindex.php?page=showalam&ids=11976أبو حامد الإسفرايني إمام أصحابنا العراقيين عن nindex.php?page=showalam&ids=15858داود الظاهري أنه أوجبه للصلاة ، وحكاه nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي عن داود وقال : هو عنده واجب لو تركه لم تبطل صلاته ، وحكي عن إسحاق بن راهويه أنه قال : هو واجب فإن تركه عمدا بطلت صلاته ، وقد أنكر أصحابنا المتأخرون على الشيخ أبي حامد وغيره نقل الوجوب عن داود ، وقالوا : مذهبه أنه سنة كالجماعة ، ولو صح إيجابه عن داود لم تضر مخالفته في انعقاد الإجماع على المختار الذي عليه المحققون والأكثرون ، وأما إسحاق فلم يصح هذا المحكي عنه . والله أعلم .
ثم إن السواك مستحب في جميع الأوقات ، ولكن في خمسة أوقات أشد استحبابا : أحدها : عند الصلاة سواء كان متطهرا بماء أو بتراب ، أو غير متطهر كمن لم يجد ماء ولا ترابا ، الثاني : عند الوضوء ، الثالث : عند قراءة القرآن ، الرابع : عند الاستيقاظ من النوم ، الخامس : عند تغير الفم ; وتغيره يكون بأشياء منها : ترك الأكل والشرب ، ومنها : [ ص: 489 ] أكل ما له رائحة كريهة ، ومنها طول السكوت ، ومنها : كثرة الكلام . ومذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : أن السواك يكره للصائم بعد زوال الشمس لئلا يزيل رائحة الخلوف المستحبة ، ويستحب أن يستاك بعود من أراك ، وبأي شيء استاك مما يزيل التغير حصل السواك كالخرقة الخشنة والسعد والأشنان ، وأما الإصبع فإن كانت لينة لم يحصل بها السواك ، وإن كانت خشنة ففيها ثلاثة أوجه لأصحابنا : المشهور : لا تجزي ، والثاني : تجزي ، والثالث : تجزي إن لم يجد غيرها ، ولا تجزي إن وجد ، والمستحب أن يستاك بعود متوسط لا شديد اليبس يجرح ، ولا رطب لا يزيل ، والمستحب أن يستاك عرضا ولا يستاك طولا لئلا يدمي لحم أسنانه ، فإن خالف واستاك طولا حصل السواك مع الكراهة ، ويستحب أن يمر السواك أيضا على طرف أسنانه وكراسي أضراسه وسقف حلقه إمرارا لطيفا ، ويستحب أن يبدأ في سواكه بالجانب الأيمن من فيه ، ولا بأس باستعمال سواك غيره بإذنه ، ويستحب أن يعود الصبي السواك ليعتاده .