[ ص: 562 ] قوله : ( عن عبد الله بن الزبير قال : كنت أنا nindex.php?page=showalam&ids=5842وعمر بن أبي سلمة يوم الخندق مع النسوة في أطم حسان ، فكان يطأطئ لي مرة فأنظر . . . إلى آخره ) الأطم بضم الهمزة والطاء الحصن ، وجمعه آطام ، كعنق وأعناق . قال القاضي . ويقال في الجمع أيضا إطام بكسر الهمزة والقصر ، كآكام .
وقوله : كان يطأطئ هو بهمز آخره ، ومعناه يخفض لي ظهره - وفي هذا الحديث دليل لحصول ضبط الصبي وتمييزه وهو ابن أربع سنين ، فإن ابن الزبير ولد عام الهجرة في المدينة ، وكان الخندق سنة أربع من الهجرة على الصحيح ، فيكون له في وقت ضبطه لهذه القضية دون أربع سنين ، وفي هذا رد على ما قاله جمهور المحدثين أنه لا يصح سماع الصبي حتى يبلغ خمس سنين ، والصواب صحته متى حصل التمييز ، وإن كان ابن أربع أو دونها . وفيه منقبة لابن الزبير لجودة ضبطه لهذه القضية مفصلة في هذا السن . والله أعلم .