[ ص: 563 ] وقوله : ( اهدأ ) بهمز آخره أي اسكن . و ( حراء ) بكسر الحاء وبالمد ، هذا هو الصواب ، وقد سبق بيانه واضحا في كتاب الإيمان ، وأن الصحيح أنه مذكر ممدود مصروف .
وفي هذا الحديث معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم : منها إخباره أن هؤلاء شهداء ، وماتوا كلهم غير النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر شهداء ؛ فإن عمر وعثمان وعليا وطلحة والزبير رضي الله عنهم قتلوا ظلما شهداء ؛ فقتل الثلاثة مشهور ، وقتل الزبير بوادي السباع بقرب البصرة منصرفا تاركا للقتال ، وكذلك طلحة اعتزل الناس تاركا للقتال ، فأصابه سهم فقتله ، وقد ثبت أن من قتل ظلما فهو شهيد ، والمراد شهداء في أحكام الآخرة ، وعظيم ثواب الشهداء . وأما في الدنيا فيغسلون ويصلى عليهم .
وفيه بيان فضيلة هؤلاء . وفيه إثبات التمييز في الحجاز ، وجواز التزكية والثناء على الإنسان في وجهه إذا لم يخف عليه فتنة بإعجاب ونحوه . وأما ذكر nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص في الشهداء في الرواية الثانية فقال القاضي : إنما سمي شهيدا لأنه مشهود له بالجنة .