أما قوله : ( طائفة من النهار ) فالمراد قطعة منه . وقينقاع بضم النون وفتحها وكسرها ، سبق مرات . و ( لكع ) المراد به هنا الصغير . و ( خباء فاطمة ) بكسر الخاء المعجمة وبالمد أي بيتها . و ( السخاب ) بكسر السين المهملة وبالخاء المعجمة ، جمعه [ ص: 565 ] سخب وهو قلادة من القرنفل والمسك والعود ونحوها من أخلاط الطيب ، يعمل على هيئة السبحة ، ويجعل قلادة للصبيان والجواري ، وقيل : هو خيط فيه خرز سمي سخابا لصوت خرزه عند حركته من السخب بفتح السين والخاء ، يقال : الصخب بالصاد . وهو اختلاط الأصوات .
وفي هذا الحديث جواز إلباس الصبيان القلائد والسخب ونحوها من الزينة ، واستحباب تنظيفهم لاسيما عند لقائهم أهل الفضل ، واستحباب النظافة مطلقا .
قوله : ( جاء يسعى حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه ) فيه استحباب ملاطفة الصبي ومداعبته رحمة له ولطفا ، واستحباب التواضع مع الأطفال وغيرهم . واختلف العلماء في معانقة الرجل للرجل القادم من سفر ، فكرهها مالك ، وقال : هي بدعة ، واستحبها سفيان وغيره ، وهو الصحيح الذي عليه الأكثرون والمحققون . وتناظر مالك وسفيان في المسألة فاحتج سفيان بأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك بجعفر حين قدم ، فقال مالك : هو خاص به . فقال سفيان : ما يخصه بغير دليل ، فسكت مالك . قال القاضي عياض : وسكوت مالك دليل لتسليمه قول سفيان وموافقته ، وهو الصواب حتى يدل دليل للتخصيص .