قوله : ( فثنا علينا الذي قيل له ) هو بنون ثم مثلثة أي أشاعه وأفشاه .
[ ص: 24 ] قوله : ( فقربنا صرمتنا ) هي بكسر الصاد ، وهي القطعة من الإبل ، وتطلق أيضا على القطعة من الغنم .
قوله : ( فنافر أنيس عن صرمتنا وعن مثلها ، فأتيا الكاهن فخير أنيسا ، فأتانا أنيس بصرمتنا ، ومثلها معها ) قال أبو عبيد وغيره في شرح هذا : المنافرة المفاخرة والمحاكمة ، فيفخر كل واحد من الرجلين على الآخر ، ثم يتحاكمان إلى رجل ليحكم أيهما خير وأعز نفرا ، وكانت هذه المفاخرة في الشعر أيهما أشعر كما بينه في الرواية الأخرى .
وقوله : ( نافر عن صرمتنا وعن مثلها ) معناه تراهن هو وآخر أيهما أفضل ، وكان الرهن صرمة ذا ، وصرمة ذاك ، فأيهما كان أفضل أخذ الصرمتين ، فتحاكما إلى الكاهن ، فحكم بأن أنيسا أفضل ، وهو معنى قوله : فخير أنيسا أي جعله الخيار والأفضل .
قوله : ( حتى إذا كان من آخر الليل ألقيت كأني خفاء ) هو بكسر الخاء المعجمة وتخفيف الفاء وبالمد ، وهو الكساء ، وجمعه أخفية ، ككساء وأكسية قال القاضي : ورواه بعضهم عن ابن ماهان ( جفاء ) بجيم مضمومة ، وهو غثاء السيل ، والصواب المعروف هو الأول .
قوله : ( فراث علي ) أي أبطأ .
قوله : ( أقراء الشعر ) أي طرقه وأنواعه ، وهي بالقاف والراء وبالمد .
قوله : ( أتيت مكة فتضعفت رجلا منهم ) يعني نظرت إلى أضعفهم فسألته ، لأن الضعيف مأمون [ ص: 25 ] الغائلة غالبا . وفي رواية ابن ماهان ( فتضيفت ) بالياء ، وأنكرها القاضي وغيره . قالوا : لا وجه له هنا .
قوله : ( كأني نصب أحمر ) يعني من كثرة الدماء التي سالت في بصرهم والنصب الصنم . والحجر كانت الجاهلية تنصبه وتذبح عنده ، فيحمر بالدم ، وهو بضم الصاد وإسكانها ، وجمعه أنصاب ، ومنه قوله تعالى : وما ذبح على النصب .
قوله : ( حتى تكسرت عكن بطني ) يعني انثنت لكثرة السمن وانطوت .
قوله : ( وما وجدت على كبدي سخفة جوع ) هي بفتح السين المهملة وضمها وإسكان الخاء المعجمة ، وهي رقة الجوع وضعفه وهزاله .
[ ص: 26 ] قوله : ( فبينا أهل مكة في ليلة قمراء إضحيان إذ ضرب على أسمختهم ، فما يطوف بالبيت أحد ، وامرأتين منهم تدعوان إسافا ونائلة ) أما قوله : ( قمراء ) فمعناه مقمرة طالع قمرها ، والإضحيان بكسر الهمزة والحاء وإسكان الضاد المعجمة بينهما وهي المضيئة ، ويقال : ليلة إضحيان وإضحيانة وضحياء ويوم ضحيان . وقوله : ( على أسمختهم ) هكذا هو في جميع النسخ ، وهو جمع صماخ ، وهو الخرق الذي في الأذن يفضي إلى الرأس ، يقال : صماخ بالصاد ، وسماخ بالسين الصاد أفصح وأشهر ، والمراد بأصمختهم هنا آذانهم أي ناموا ، قال الله تعالى : فضربنا على آذانهم أي أنمناهم .
قوله : ( وامرأتين ) هكذا هو في معظم النسخ بالياء ، وفي بعضها : ( وامرأتان ) بالألف ، والأول منصوب بفعل محذوف أي ورأيت امرأتين .
قوله : ( فما تناهتا عن قولهما ) أي ما انتهيا عن قولهما ، بل دامتا عليه . ووقع في أكثر النسخ ( فما تناهتا على قولهما ) وهو صحيح أيضا ، وتقديره ما تناهتا من الدوام على قولهما .
قوله : ( فقلت : هن مثل الخشبة غير أني لا أكني ) الهن والهنة بتخفيف نونهما هو كناية عن كل شيء ، وأكثر ما يستعمل كناية عن الفرج والذكر . فقال لهما : ومثل الخشبة بالفرج ، وأراد بذلك سب إساف ونائلة وغيظ الكفار بذلك .
قوله : ( فانطلقتا تولولان ، وتقولان : لو كان هاهنا أحد من أنفارنا ) الولولة الدعاء بالويل . والأنفار جمع نفر أو نفير ، وهو الذي ينفر عند الاستغاثة . ورواه بعضهم : أنصارنا ، وهو بمعناه ، وتقديره لو كان هنا أحد من أنصارنا لانتصر لنا .
قوله : ( كلمة تملأ الفم ) أي عظيمة لا شيء أقبح منها كالشيء الذي يملأ الشيء ولا يسع غيره . وقيل : معناه لا يمكن ذكرها وحكايتها ، كأنها تسد فم حاكيها وتملؤه لاستعظامها .
[ ص: 27 ] قوله : ( فكنت أول من حياه بتحية الإسلام ، فقال : وعليك رحمة الله ) هكذا هو في جميع النسخ ( وعليك ) من غير ذكر السلام ، وفيه دلالة لأحد الوجهين لأصحابنا أنه إذا قال في رد السلام : وعليك يجزئه ; لأن العطف يقتضي كونه جوابا ، والمشهور من أحواله صلى الله عليه وسلم وأحوال السلف رد السلام بكماله ، فيقول : وعليكم السلام ورحمة الله أو رحمته وبركاته ، وسبق إيضاحه في بابه .
قوله : ( فقدعني صاحبه ) أي كفني . يقال : قدعه وأقدعه إذا كفه ومنعه ، وهو بدال مهملة .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( إنه قد وجهت لي أرض ) أي رأيت جهتها .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا أراها إلا يثرب ) ضبطوه ( أراها ) بضم الهمزة وفتحها ، وهذا كان قبل تسمية المدينة ( طابة وطيبة ) ، وقد جاء بعد ذلك حديث في النهي عن تسميتها ( يثرب ) ، أو أنه سماها باسمها المعروف عند الناس حينئذ .
قوله : ( ما بي رغبة عن دينكما ) أي لا أكرهه بل أدخل فيه .
قوله : ( فاحتملنا ) يعني حملنا أنفسنا ومتاعنا على إبلنا وسرنا .
قوله : ( إيماء بن رحضة الغفاري ) قوله : ( إيماء ) ممدود ، والهمزة في أوله مكسورة على المشهور وحكى القاضي فتحها أيضا ، وأشار إلى ترجيحه ، وليس براجح . و ( رحضة ) براء وحاء مهملة وضاد معجمة مفتوحات .
قوله : ( شنفوا له وتجهموا ) هو بشين معجمة مفتوحة ثم نون مكسورة ثم فاء أي أبغضوه ، ويقال : رجل شنف مثال حذر أي شانئ مبغض . وقوله : ( تجهموا ) أي قابلوه بوجوه غليظة كريهة .
قوله : ( فأين كنت توجه ) هو بفتح التاء والجيم ، وفي بعض النسخ ( توجه ) بضم التاء وكسر الجيم ، وكلاهما صحيح .
[ ص: 28 ] قوله : ( فتنافرا إلى رجل من الكهان ) أي تحاكما إليه .
قوله : ( أتحفني بضيافته ) أي خصني بها ، وأكرمني بذلك . قال أهل اللغة : التحفة بإسكان الحاء وفتحها هو ما يكرم به الإنسان ، والفعل منه أتحفه .