قوله : ( روضة خاخ ) هي بخاءين معجمتين . هذا هو الصواب الذي قاله العلماء كافة في جميع الطوائف ، وفي جميع الروايات والكتب . ووقع في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من رواية أبي عوانة : ( وحاج ) بحاء مهملة والجيم ، واتفق العلماء على أنه من غلط أبي عوانة ، وإنما اشتبه عليه بذات حاج بالمهملة والجيم ، وهي موضع بين المدينة والشام على طريق الحجيج . وأما ( روضة خاخ ) فبين مكة والمدينة بقرب المدينة . قال صاحب المطالع : وقال الصائدي : هي بقرب مكة ، والصواب الأول .
قوله صلى الله عليه وسلم ( فإن بها ظعينة معها كتاب ) الظعينة هنا الجارية ، وأصلها الهودج ، وسميت بها الجارية ; لأنها تكون فيه . واسم هذه الظعينة سارة مولاة لعمران بن أبي صيفي القرشي . وفي هذا معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه هتك أستار الجواسيس بقراءة كتبهم سواء كان رجلا أو امرأة ، وفيه هتك ستر المفسدة إذا كان فيه مصلحة أو كان في الستر مفسدة وإنما يندب الستر إذا لم يكن فيه مفسدة ، ولا يفوت به مصلحة ، وعلى هذا تحمل الأحاديث الواردة في الندب إلى الستر . وفيه أن الجاسوس وغيره من أصحاب الذنوب الكبائر لا يكفرون بذلك ، وهذا الجنس كبيرة قطعا لأنه يتضمن إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو كبيرة بلا شك بقوله تعالى : إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله الآية وفيه أنه لا يحد العاصي ، ولا يعزر إلا بإذن الإمام . وفيه إشارة جلساء الإمام والحاكم بما يرونه كما أشار عمر بضرب عنق حاطب . ومذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وطائفة أن الجاسوس المسلم يعزر ، ولا يجوز [ ص: 46 ] قتله . وقال بعض المالكية : يقتل إلا أن يتوب . وبعضهم يقتل وإن تاب . وقال مالك : يجتهد فيه الإمام .
قوله : ( تعادى بنا خيلنا ) هو بفتح التاء أي تجري .
قوله : ( فأخرجته من عقاصها ) هو بكسر العين أي شعرها المضفور ، وهو جمع عقيصة .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( لعل الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفر لكم ) قال العلماء : معناه الغفران لهم في الآخرة ، وإلا فإن توجه على أحد منهم حد أو غيره أقيم عليه في الدنيا . ونقل القاضي عياض الإجماع على إقامة الحد ، وأقامه عمر على بعضهم . قال : وضرب النبي صلى الله عليه وسلم مسطحا الحد وكان بدريا .
[ ص: 47 ] قوله : ( عن علي رضي الله عنه قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا مرثد الغنوي nindex.php?page=showalam&ids=15والزبير بن العوام ) ، وفي الرواية السابقة : ( المقداد ) بدل ( أبي مرثد ) . ولا منافاة ، بل بعث الأربعة عليا والزبير nindex.php?page=showalam&ids=53والمقداد وأبا مرثد .