قوله : ( أحمد بن جعفر المعقري ) هو بفتح الميم وإسكان العين المهملة وبكسر القاف ، منسوب إلى معقر ، وهي ناحية من اليمن .
قوله : ( حدثنا أبو زميل قال : حدثني ابن عباس قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=3507323كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ، ولا يقاعدونه ، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم : يا نبي الله ثلاث أعطنيهن . قال : نعم ، قال : عندي أحسن العرب [ ص: 51 ] وأجمله أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها قال : نعم ، قال : ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك ، قال : نعم ، قال : وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين ، قال : نعم ، قال أبو زميل : ولولا أنه طلب ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم ما أعطاه ذلك ; لأنه لم يكن يسأل شيئا إلا قال : نعم ) أما ( أبو زميل فبضم الزاي وفتح الميم وإسكان الياء ، واسمه nindex.php?page=showalam&ids=16051سماك بن الوليد الحنفي اليمامي ثم الكوفي . وأما قوله : ( أحسن العرب وأجمله ) فهو كقوله كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها وأحسنه خلقا ، وقد سبق شرحه في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم ، ومثله الحديث بعده في نساء قريش أحناه على ولد وأرعاه لزوج قال nindex.php?page=showalam&ids=11971أبو حاتم السجستاني وغيره : أي وأجملهم ، وأحسنهم ، وأرعاهم ، لكن لا يتكلمون به إلا مفردا . قال النحويون : معناه وأجمل من هناك . واعلم أن هذا الحديث من الأحاديث المشهورة بالإشكال ، ووجه الإشكال أن أبا سفيان إنما أسلم يوم فتح مكة سنة ثمان من الهجرة ، وهذا مشهور لا خلاف فيه ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد تزوج أم حبيبة قبل ذلك بزمان طويل . قال أبو عبيدة nindex.php?page=showalam&ids=15835وخليفة بن خياط nindex.php?page=showalam&ids=12613وابن البرقي والجمهور : تزوجها سنة ست ، وقيل : سنة سبع . قال القاضي عياض : واختلفوا أين تزوجها ؟ فقيل : بالمدينة بعد قدومها من الحبشة ، وقال الجمهور : بأرض الحبشة . قال : واختلفوا فيمن عقد له عليها هناك ؟ فقيل : عثمان ، وقيل : nindex.php?page=showalam&ids=2467خالد بن سعيد بن العاصي بإذنها ، وقيل : النجاشي لأنه كان أمير الموضع وسلطانه . قال القاضي : والذي في مسلم هنا أنه زوجها أبو سفيان غريب جدا . وخبرها مع أبي سفيان حين ورد المدينة في حال كفره مشهور . ولم يزد القاضي على هذا . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم : هذا الحديث وهم من بعض الرواة ; لأنه لا خلاف بين الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم حبيبة قبل الفتح بدهر ، وهي بأرض الحبشة ، وأبوها كافر . وفي رواية عن nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم أيضا أنه قال : موضوع قال : والآفة فيه من nindex.php?page=showalam&ids=16585عكرمة بن عمار الراوي عن أبي زميل . وأنكر الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله هذا على nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم ، وبالغ في الشناعة عليه . قال : وهذا القول من جسارته فإنه كان هجوما على تخطئة الأئمة الكبار ، وإطلاق اللسان فيهم . قال : ولا نعلم أحدا من أئمة الحديث نسب nindex.php?page=showalam&ids=16585عكرمة بن عمار إلى وضع الحديث ، وقد وثقه nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع nindex.php?page=showalam&ids=17336ويحيى بن معين وغيرهما ، وكان مستجاب الدعوة . قال : وما توهمه nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم من منافاة هذا الحديث لتقدم زواجها غلط منه وغفلة ; لأنه يحتمل أنه سأله تجديد عقد النكاح تطييبا لقلبه ; لأنه كان ربما يرى عليها غضاضة من رياسته ونسبه أن تزوج ابنته بغير رضاه ، أو أنه ظن أن إسلام الأب في مثل هذا يقتضي تجديد العقد ، وقد خفي أوضح من هذا على أكبر مرتبة من أبي سفيان ممن كثر علمه وطالت صحبته . هذا كلام أبي عمرو رحمه الله ، وليس في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم جدد العقد ، ولا قال لأبي سفيان إنه يحتاج إلى تجديده ، فلعله صلى الله عليه وسلم أراد بقوله : نعم أن مقصودك يحصل وإن لم يكن بحقيقة عقد . والله أعلم .