قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3504479اتقوا اللعانين ، قالوا : وما اللعانان يا رسول الله ؟ قال : الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم ) أما ( اللعانان ) فكذا وقع في مسلم ، ووقع في رواية أبي داود ( اتقوا اللاعنين ) والروايتان صحيحتان ، قال الإمام أبو سليمان الخطابي : المراد باللاعنين الأمرين الجالبين للعن الحاملين الناس عليه والداعيين إليه ، وذلك أن من فعلهما شتم ولعن ، يعني عادة الناس لعنه ، فلما صارا سببا لذلك أضيف اللعن إليهما . قال : وقد يكون اللاعن بمعنى الملعون ، والملاعن مواضع اللعن ، قلت : فعلى هذا يكون التقدير : اتقوا الأمرين الملعون فاعلهما ، وهذا على رواية أبي داود . وأما رواية مسلم فمعناها - والله أعلم - اتقوا فعل اللعانين أي : صاحبي اللعن ، وهما اللذان يلعنهما الناس في العادة . والله أعلم .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي وغيره من العلماء : المراد بالظل هنا مستظل الناس الذي اتخذوه مقيلا ومناخا [ ص: 504 ] ينزلونه ويقعدون فيه ، وليس كل ظل يحرم القعود تحته ، فقد قعد النبي - صلى الله عليه وسلم - تحت حايش النخل لحاجته وله ظل بلا شك . والله أعلم .
وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( الذي يتخلى في طريق الناس ) فمعناه يتغوط في موضع يمر به الناس وما نهى عنه في الظل والطريق لما فيه من إيذاء المسلمين بتنجيس من يمر به ونتنه واستقذاره . والله أعلم .