وقوله : ( فنادى المهاجر يا للمهاجرين ، ونادى الأنصاري يا للأنصار ) هكذا هو في معظم النسخ ( يال ) بلام مفصولة في الموضعين ، وفي بعضها ( يا للمهاجرين ويا للأنصار ) بوصلها ، وفي بعضها ( يا آل المهاجرين ) بهمزة ثم لام مفصولة ، واللام مفتوحة في الجميع ، وهي لام الاستغاثة . والصحيح بلام موصولة ، ومعناه أدعو المهاجرين ، وأستغيث بهم . [ ص: 107 ] وأما تسميته صلى الله عليه وسلم ذلك دعوى الجاهلية فهو كراهة منه لذلك ; فإنه مما كانت عليه الجاهلية من التعاضد بالقبائل في أمور الدنيا ومتعلقاتها ، وكانت الجاهلية تأخذ حقوقها بالعصبات والقبائل ، فجاء الإسلام بإبطال ذلك ، وفصل القضايا بالأحكام الشرعية . فإذا اعتدى إنسان على آخر حكم القاضي بينهما ، وألزمه مقتضى عدوانه كما تقرر من قواعد الإسلام .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم في آخر هذه القصة : ( لا بأس ) فمعناه لم يحصل من هذه القصة بأس مما كنت خفته ; فإنه خاف أن يكون حدث أمر عظيم يوجب فتنة وفسادا ، وليس هو عائدا إلى رفع كراهة الدعاء بدعوى الجاهلية .
قوله ( فكسع أحدهما الآخر ) هو بسين مخففة مهملة أي ضرب دبره وعجيزته بيد أو رجل ، أو سيف وغيره .