قوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم لك أسلمت وبك آمنت ) معناه : لك انقدت ، وبك صدقت ، وفيه : إشارة إلى الفرق بين الإيمان والإسلام ، وقد سبق إيضاحه في أول كتاب الإيمان .
[ ص: 202 ] وقوله صلى الله عليه وسلم : ( وعليك توكلت ) أي : فوضت أمري إليك . ( وإليك أنبت ) أي : أقبلت بهمتي وطاعتي ، وأعرضت عما سواك . ( وبك خاصمت ) أي : بك أحتج وأدافع وأقاتل .
وقوله : ( عائذا بالله من النار ) منصوب على الحال أي : أقول هذا في حال استعاذتي واستجارتي بالله من النار .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي . . . إلى قوله وكل ذلك عندي ) أي : أنا متصف بهذه الأشياء ، اغفرها لي ، قيل : قاله تواضعا وعد على نفسه فوات الكمال ذنوبا ، وقيل : أراد [ ص: 203 ] ما كان عن سهو وقيل : ما كان قبل النبوة ، وعلى كل حال فهو صلى الله عليه وسلم مغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فدعا بهذا وغيره تواضعا ، لأن الدعاء عبادة ، قال أهل اللغة : الإسراف مجاوزة الحد .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( أنت المقدم وأنت المؤخر ) يقدم من يشاء من خلقه إلى رحمته بتوفيقه ، ويؤخر من يشاء عن ذلك لخذلانه .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507506اللهم إني أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر ) قال القاضي : رويناه ( الكبر ) بإسكان الباء وفتحها ، فالإسكان بمعنى : التعاظم على الناس ، والفتح بمعنى : الهرم والخرف والرد إلى أرذل العمر ، كما في الحديث الآخر ، قال القاضي : وهذا أظهر وأشهر مما قبله ، قال : وبالفتح ذكره الهروي ، وبالوجهين ذكره nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي ، وصوب الفتح وتعضده رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي " وسوء العمر " .
[ ص: 205 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( وغلب الأحزاب وحده ) أي : قبائل الكفار المتحزبين عليهم وحده ، أي : من غير قتال الآدميين ، بل أرسل عليهم ريحا وجنودا لم تروها .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( فلا شيء بعده ) أي سواه .