وأما رواية : ( يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب ) فمعناه : أن الله تعالى يغفر تلك الذنوب للمسلمين ، ويسقطها عنهم ، ويضع على اليهود والنصارى مثلها بكفرهم وذنوبهم ، فيدخلهم النار بأعمالهم لا بذنوب المسلمين ، ولا بد من هذا التأويل لقوله تعالى : ولا تزر وازرة وزر أخرى وقوله : ( ويضعها ) مجاز والمراد : يضع عليهم مثلها بذنوبهم كما ذكرناه لكن لما أسقط سبحانه وتعالى عن المسلمين سيئاتهم ، وأبقى على الكفار سيئاتهم ، صاروا في معنى من حمل إثم الفريقين لكونهم حملوا الإثم الباقي ، وهو إثمهم ، ويحتمل أن يكون المراد آثاما كان للكفار سبب فيها ، بأن سنوها فتسقط عن المسلمين بعفو الله تعالى ، ويوضع على الكفار مثلها ، لكونهم سنوها ، ومن سن سنة سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها . والله أعلم .
قوله : ( فاستحلفه عمر بن عبد العزيز أن أباه حدثه ) إنما استحلفه لزيادة الاستيثاق والطمأنينة ، ولما حصل له من السرور بهذه البشارة العظيمة للمسلمين أجمعين ، ولأنه إن كان عنده فيه شك وخوف غلط أو نسيان أو اشتباه أو نحو ذلك أمسك عن اليمين ، فإذا حلف تحقق انتفاء هذه الأمور ، وعرف صحة الحديث ، وقد جاء عن عمر بن عبد العزيز nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي - رحمهما الله - أنهما قالا : هذا الحديث أرجى حديث للمسلمين ، وهو كما قالا لما فيه من التصريح بفداء كل مسلم ، وتعميم الفداء ولله الحمد .