قوله : ( فأسكت النبي صلى الله عليه وسلم ) أي : سكت ، وقيل : أطرق ، وقيل : أعرض عنه .
قوله : ( فلما نزل الوحي قال : يسألونك عن الروح وكذا ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في أكثر أبوابه ، قال القاضي : وهو وهم وصوابه ما سبق في رواية ابن ماهان ، ( فلما انجلى عنه ) ، وكذا رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في موضع ، وفي موضع ( فلما صعد الوحي ) ، وقال : هذا وجه الكلام ; لأنه قد ذكر قبل ذلك نزول الوحي عليه ، قلت : وكل الروايات صحيحة ، ومعنى رواية مسلم أنه لما نزل الوحي وتم نزل قوله تعالى : قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا هكذا هو في بعض النسخ ( أوتيتم ) على [ ص: 279 ] وفق القراءة المشهورة . وفي أكثر نسخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم ( وما أوتو من العلم إلا قليلا ) قال المازري : الكلام في الروح والنفس مما يغمض ويدق ، ومع هذا فأكثر الناس فيه الكلام ، وألفوا فيه التآليف ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13711أبو الحسن الأشعري : هو النفس الداخل والخارج ، وقال ابن الباقلاني : هو متردد بين هذا الذي قاله الأشعري وبين الحياة ، وقيل : هو جسم لطيف مشارك للأجسام الظاهرة والأعضاء الظاهرة ، وقال بعضهم : لا يعلم الروح إلا الله تعالى ، لقوله تعالى قل الروح من أمر ربي وقال الجمهور : هي معلومة ، واختلفوا فيها على هذه الأقوال ، وقيل : هي الدم ، وقيل غير ذلك ، وليس في الآية دليل على أنها لا تعلم ، ولا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلمها ، وإنما أجاب بما في الآية الكريمة لأنه كان عندهم أنه إن أجاب بتفسير الروح فليس بنبي ، وفي الروح لغتان ، التذكير والتأنيث . والله أعلم .