[ ص: 400 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي ) المراد بالغنى غنى النفس ، هذا هو الغنى المحبوب لقوله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=3507660ولكن الغنى غنى النفس وأشار القاضي إلى أن المراد الغنى بالمال . وأما ( الخفي ) فبالخاء المعجمة ، هذا هو الموجود في النسخ ، والمعروف في الروايات ، وذكر القاضي أن بعض رواة مسلم رواه بالمهملة ، فمعناه بالمعجمة الخامل المنقطع إلى العبادة والاشتغال بأمور نفسه ، ومعناه بالمهملة الوصول للرحم ، اللطيف بهم وبغيرهم من الضعفاء ، والصحيح بالمعجمة . وفي هذا الحديث حجة لمن يقول : الاعتزال أفضل من الاختلاط ، وفي المسألة خلاف سبق بيانه مرات . ومن قال بالتفضيل للاختلاط قد يتأول هذا على الاعتزال وقت الفتنة ونحوها .