قوله : ( ينتقد ثمنه ) أي يستوفيه ، ويقال : سرى وأسرى لغتان بمعنى . وقائم الظهيرة نصف النهار ، وهو حال استواء الشمس ، سمي قائما لأن الظل لا يظهر ، فكأنه واقف قائم . ووقع في أكثر النسخ : ( قائم الظهر ) بضم الظاء وحذف الياء .
قوله : ( رفعت لنا صخرة ) أي ظهرت لأبصارنا .
قوله : ( فبسطت عليه فروة ) المراد الفروة المعروفة التي تلبس ، هذا هو الصواب ، وذكر القاضي أن بعضهم قال : المراد بالفروة هنا الحشيش ; فإنه يقال له فروة ، وهذا قول باطل ، ومما يرده قوله في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : ( فروة معي ) . ويقال لها ( فروة ) بالهاء ، و ( فرو ) بحذفها ، وهو الأشهر في اللغة ، وإن كانتا صحيحتين .
قوله : ( أنفض لك ما حولك ) أي أفتش لئلا يكون هناك عدو .
[ ص: 433 ] وقوله : ( لمن أنت يا غلام ؟ فقال : لرجل من أهل المدينة ) المراد بالمدينة هنا مكة ، ولم تكن مدينة النبي صلى الله عليه وسلم سميت بالمدينة ، إنما كان اسمها يثرب ، هذا هو الجواب الصحيح ، وأما قول القاضي : إن ذكر المدينة هنا وهم فليس كما قال ، بل هو صحيح ، والمراد بها مكة .
قوله : ( أفي غنمك لبن ؟ ) هو بفتح اللام والباء يعني اللبن المعروف ، هذه الرواية مشهورة ، وروى بعضهم : ( لبن ) بضم اللام وإسكان الباء ، أي شياه وذوات ألبان .
قوله : ( فحلب لي في قعب معه كثبة من لبن . قال : ومعي إداوة أرتوي فيها ) القعب قدح من خشب معروف ، والكثبة بضم الكاف وإسكان المثلثة وهي قدر الحلبة ، قاله ابن السكيت ، وقيل : هي القليل منه . والإداوة كالركوة . وأرتوي أستقي . وهذا الحديث مما يسأل عنه فيقال : كيف شربوا اللبن من الغلام ، وليس هو مالكه ؟ وجوابه من أوجه :
أحدها أنه محمول على عادة العرب أنهم يأذنون للرعاة إذا مر بهم ضيف أو عابر سبيل أن يسقوه اللبن ونحوه .
والثاني أنه كان لصديق لهم يدلون عليه ، وهذا جائز .
والثالث أنه مال حربي لا أمان له ، ومثل هذا جائز .
والرابع لعلهم كانوا مضطرين ، والجوابان الأولان أجود .
قوله : ( برد أسفله ) هو بفتح الراء على المشهور ، وقال الجوهري بضمها .
قوله : ( ونحن في جلد من الأرض ) هو بفتح الجيم واللام أي أرض صلبة . وروي : ( جدد ) بدالين ، وهو المستوي ، وكانت الأرض مستوية صلبة .
قوله : ( فارتطمت فرسه إلى بطنها ) أي غاصت قوائمها في تلك الأرض الجلد .
قوله : ( ووفى لنا ) بتخفيف الفاء .
قوله : ( فساخ فرسه في الأرض ) هو بمعنى ارتطمت .
قوله : ( لأعمين على من ورائي ) يعني لأخفين أمركم عمن ورائي ممن يطلبكم ، وألبسه عليهم حتى لا يعلم أحد .
وفي هذا الحديث فوائد منها هذه المعجزة الظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفضيلة ظاهرة لأبي بكر رضي الله عنه من وجوه .