[ ص: 444 ] قوله : فأنزل الله تعالى : ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا إلى قوله { ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن " لهن " غفور رحيم } هكذا وقع في النسخ كلها : { لهن غفور رحيم } ، وهذا تفسير ، ولم يرد به أن لفظة ( لهن ) منزلة ، فإنه لم يقرأ بها أحد ، وإنما هي تفسير وبيان يريد أن المغفرة والرحمة ( لهن ) لكونهن مكرهات ، لا لمن أكرههن .
وأما قوله تعالى : إن أردن تحصنا فخرج على الغالب إذ الإكراه إنما هو لمريدة التحصن ، أما غيرها فهي تسارع إلى البغاء من غير حاجة إلى الإكراه ، والمقصود أن الإكراه على الزنا حرام ، سواء أردن تحصنا أم لا ، وصورة الإكراه مع أنها لا تريد التحصن أن تكون هي مريدة الزنا بإنسان فيكرهها على الزنا بغيره ، وكله حرام .