( القاري ) بالقاف والراء المخففة وياء النسبة نسبة إلى قارة وهي قبيلة ، وإنما قيل له القرشي لأنه حليف بني زهرة ، كذا في عمدة القاري ( أبو حازم ) بالحاء المهملة والزاي واسمه سلمة الأعرج ( أن رجالا ) قال الحافظ ابن حجر : لم أقف على أسمائهم ( وقد امتروا ) جملة حالية أي تجادلوا أو شكوا من المماراة وهي المجادلة قال الراغب : الامتراء والممارة المجادلة ومنه فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ، وقال الكرماني : من الامتراء وهو الشك ( في المنبر ) أي منبر النبي ( مم عوده ) أي من أي شيء هو ( فسألوه ) أي سهل بن سعد ( عن ذلك ) الممترى فيه ( مما هو ) بثبوت ألف ما الاستفهامية المجرورة على الأصل وهو قليل وهي قراءة عبد الله وأبي في عم يتساءلون [ ص: 311 ] والجمهور بالحذف وهو المشهور ، وإنما أتى بالقسم مؤكدا بالجملة الاسمية وبإن التي للتحقيق وبلام التأكيد في الخبر لإرادة التأكيد فيما قاله للسامع ( ولقد رأيته ) أي المنبر ( أول ) أي في أول ( يوم وضع ) موضعه هو زيادة على السؤال كقوله ( وأول يوم ) أي في أول يوم وفائدة هذه الزيادة المؤكدة باللام وقد أعلمهم بقوة معرفته بما سألوه عنه ، ثم شرح الجواب بقوله أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم إلى فلانة امرأة بعدم الصرف في فلانة للتأنيث والعلمية ولا يعرف اسم المرأة ، وقيل فكيهة بنت عبيد بن دليم أو علاثة بالعين المهملة وبالمثلثة وقيل إنه تصحيف فلانة أو هي عائشة فقال لها .
( قد سماها سهل ) أخرج nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ وأبو سعد في شرف المصطفى من طريق يحيى بن بكير عن ابن لهيعة حدثني عمارة بن غزية عن عباس بن سهل عن أبيه " nindex.php?page=hadith&LINKID=3507891كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب إلى خشبة فلما كثر الناس قيل له لو كنت جعلت منبرا وكان بالمدينة نجار واحد يقال له ميمون " فذكر الحديث ( أن مري ) أصله اؤمري على افعلي فاجتمعت همزتان فثقلتا فحذفت الثانية واستغني عن همزة الوصل فصار مري على وزن علي لأن المحذوف فاء الفعل ( غلامك النجار ) بالنصب صفة لغلام ( أجلس ) بالرفع أي أنا أجلس أو بالجزم جواب للأمر . والغلام اسمه ميمون كما عند nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ أو إبراهيم كما في الأوسط nindex.php?page=showalam&ids=14687للطبراني أو باقول بالموحدة والقاف المضمومة كما عند عبد الرزاق ، أو باقوم بالميم بدل اللام كما عند أبي نعيم في المعرفة أو صباح بضم الصاد كما عند ابن بشكوال ، أو قبيصة المخزومي مولاهم كما ذكره عمر بن شبة في الصحابة ، أو كلاب مولى ابن عباس ، أو nindex.php?page=showalam&ids=155تميم الداري كما عند أبي داود nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي أو مبنيا كما ذكره ابن بشكوال ، أو رومي كما عند الترمذي وابن خزيمة وصححاه ويحتمل أن يكون المراد به nindex.php?page=showalam&ids=155تميما الداري لأنه كان كثير السفر إلى أرض الروم . وأشبه الأقوال بالصواب أنه ميمون ولا اعتداد بالأخرى لوهائها ، وحمله بعضهم على أن الجميع اشتركوا في عمله ، وعورض بقوله في كثير من الروايات ولم يكن بالمدينة إلا نجار واحد . وأجيب باحتمال أن المراد بالواحد الماهر في صناعته والبقية أعوان له كذا في الفتح والإرشاد .
( فأمرته ) أي أمرت المرأة غلامها أن يعمل ( فعملها ) أي الأعواد ( من طرفاء الغابة ) بفتح الطاء وسكون الراء المهملتين وبعد الراء فاء ممدودة شجر من شجر [ ص: 312 ] البادية . وفي منتهى الأرب : طرفاء جمع طرفة بالتحريك بالفارسية " درخت كز " انتهى . والغابة بالغين المعجمة وبالموحدة موضع من عوالي المدينة من جهة الشام ( ثم جاء ) الغلام ( بها ) بعد أن عملها ( فأرسلته ) أي المرأة ( إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) تعلمه بأنه فرغ منها ( فأمر بها ) عليه الصلاة والسلام ( فوضعت ) أنث لإرادة الأعواد والدرجات . ففي رواية مسلم من طريق عبد العزيز بن أبي حازم " فعمل له هذه الدرجات الثلاث " .
( صلى عليها ) أي على الأعواد المعمولة منبرا ليراه من قد تخفى عليه رؤيته إذا صلى على الأرض ( وكبر عليها ) زاد في رواية سفيان عن أبي حازم عند nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فقرأ ( ثم ركع وهو عليها ) جملة حالية ، زاد سفيان أيضا ثم رفع رأسه ( ثم نزل القهقرى ) : أي رجع إلى خلفه محافظة على استقبال القبلة ( فسجد في أصل المنبر ) أي على الأرض إلى جنب الدرجة السفلى منه ( ثم عاد ) إلى المنبر . وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17241هشام بن سعد عن أبي حازم عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني فخطب الناس عليه ثم أقيمت الصلاة فكبر وهو على المنبر ، فأفادت هذه الرواية تقدم الخطبة على الصلاة .