( قبرنا ) : يعني دفنا ( فلما فرغنا ) : من دفن الميت ( فلما حاذى ) : أي [ ص: 301 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وقف ) : رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قال ) : أي nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص ( أظنه ) : أي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عرفها ) : أي المرأة المقبلة ( فلما ذهبت ) أي المرأة المقبلة ( إذا هي ) : أي المرأة . ولفظ nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي قال : بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بصر بامرأة لا تظن أنه عرفها فلما توسط الطريق وقف حتى انتهت إليه فإذا nindex.php?page=showalam&ids=129فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فقال لها ) : أي لفاطمة ( فرحمت إليهم ) : من باب التفعيل . وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي " فترحمت إليهم " أي ترحمت ميتهم وقلت فيه : رحم الله ميتكم مفضيا ذلك إليهم ليفرحوا به . قاله السندي ( أو عزيتهم به ) : هكذا في جميع النسخ ، وهذا الشك من أحد الرواة .
وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي بحرف العاطفة " وعزيتهم بميتهم " انتهى . وعزيتهم من التعزية أي أمرتهم بالصبر عليه . بنحو أعظم الله أجركم . قال في لسان العرب العزاء الصبر عن كل ما فقدت انتهى . قال في النيل : والتعزية التصبر ، وعزاه صبره ، فكل ما يجلب للمصاب صبرا يقال له تعزية بأي لفظ كان ويحصل به للمعزي الأجر وأحسن ما يعزى به ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=753395إن لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فمرها فلتصبر الحديث ( فقال لها ) : أي لفاطمة ( بلغت معهم الكدى ) : هو بضم الكاف وتخفيف الدال المقصورة وهي المقابر . قاله الحافظ .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير : أراد المقابر ، وذلك لأنها كانت مقابرهم في مواضع صلبة وهي جمع كدية ، والكدية قطعة غليظة صلبة لا يعمل فيها الفأس . ويروى بالراء يعني الكرى وهي القبور أيضا جمع كرية أو كروة من كريت الأرض وكروتها إذا حفرتها كالحفرة من حفرت ( قالت ) : فاطمة ( معاذ الله وقد ) : الواو للحال زاد nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=hadith&LINKID=752810معاذ الله أن أكون بلغتها ( فيها ) : [ ص: 302 ] أي في الكدى . ( فذكر تشديدا في ذلك ) : هذا من أدب أبي داود حيث لم يصرح باللفظ الوارد في رواية وكنى عنه ، فرضي الله تعالى عنه وعمن اقتدى به ، والتصريح وقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وتكلمنا على تأويله في زهر الربى وفي المسالك الحنفاء . قاله السيوطي في مرقاة الصعود . والحديث فيه دلالة على مشروعية التعزية وعلى جواز خروج النساء لها . وتمام الحديث كما في nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=hadith&LINKID=753396فقال لها لو بلغتها معهم ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك انتهى قال السندي : وظاهر السوق [ السياق ] : يفيد أن المراد ما رأيت أبدا كما لم يرها فلان وأن هذه الغاية من قبيل حتى يلج الجمل في سم الخياط . ومعلوم أن المعصية غير الشرك لا تؤدي إلى ذلك ، فإما أن يحمل على التغليظ في حقها وإما أن يحمل على أنه علم في حقها أنها لو ارتكبت تلك المعصية لأفضت بها إلى معصية فتكون مؤدية إلى ما ذكر .
والسيوطي رحمه الله مشمر به القول بنجاة عبد المطلب فقال لذلك وهذه عبارته : أقول لا دلالة في هذا الحديث على ما توهمه المتوهمون لأنه لو مشت امرأة مع جنازة إلى المقابر لم يكن ذلك كفرا موجبا للخلود في النار كما هو واضح ، وغاية ما في ذلك أن يكون من جملة الكبائر التي يعذب صاحبها ثم يكون آخر أمره إلى الجنة . وأهل السنة يؤولون ما ورد من الحديث في أهل الكبائر من أنهم لا يدخلون الجنة بأن المراد لا يدخلونها مع السابقين الذين يدخلونها أولا بغير عذاب ، فغاية ما يدل عليه الحديث المذكور على أنها لو بلغت معهم الكدى لم تر الجنة مع السابقين بل يتقدم ذلك عذاب أو شدة أو ما شاء الله من أنواع المشاق ثم يئول أمرها إلى دخول الجنة قطعا ويكون عبد المطلب كذلك لا يرى الجنة مع السابقين بل يتقدم ذلك الامتحان وحده أو مع مشاق أخر ، ويكون معنى الحديث لم تر الجنة حتى يأتي الوقت الذي يراها فيه جد أبيك فترينها حينئذ ، فتكون رؤيتك لها متأخرة عن رؤية غيرك من السابقين لها . هذا مدلول الحديث لا دلالة له على قواعد أهل السنة غير ذلك .
[ ص: 303 ] قلت : القول في هذا الحديث ما قاله العلامة السندي ، وأما القول بنجاة عبد المطلب كما هو مذهب السيوطي فكلام ضعيف خلاف لجمهور العلماء المحققين إلا من شذ من المتساهلين ، ولا عبرة بكلامه في هذا الباب والله أعلم .
قال المنذري : والحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وربيعة هذا الذي هو في إسناد هذا الحديث هو ربيعة بن سيف المعافري من تابعي أهل مصر وفيه مقال .