( لا تقطعوا اللحم بالسكين فإنه ) أي : قطعه بالسكين ولو كان منضوجا ( من صنيع الأعاجم ) أي : من دأب أهل فارس المتكبرين المترفهين ، فالنهي عنه لأن فيه تكبرا وأمرا عبثا بخلاف ما إذا احتاج قطع اللحم إلى السكين لكونه غير نضيج تام ، فلا يعارض خبر الشيخين nindex.php?page=hadith&LINKID=841612أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يحتز بالسكين ، أو المراد بالنهي التنزيه وفعله لبيان الجواز ، كذا قال القاري ( وانهسوه ) بالسين المهملة ، وفي بعض النسخ وانهشوه بالشين المعجمة والنهس بالمهملة أخذ اللحم بأطراف الأسنان وبالمعجمة الأخذ بجميعها ، أي : كلوه بأطراف الأسنان ( فإنه ) أي : النهس ( أهنأ وأمرأ ) أي : أشد هنأ ومراءة ، يقال هنئ صار هنيئا ومرئ صار مريئا ، وهو أن لا يثقل على المعدة وينهضم عنها .
والمعنى لا تجعلوا القطع بالسكين دأبكم وعادتكم كالأعاجم ، بل إذا كان نضيجا فانهسوه ، وإذا لم يكن نضيجا فحزوه بالسكين ، ويؤيده قول nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي النهي عن قطع اللحم [ ص: 201 ] بالسكين في لحم قد تكامل نضجه ، كذا في المرقاة ( وليس هو بالقوي ) فلا يكون مقاوما لحديث الصحيحين المذكور .
قال المنذري : في إسناده أبو معشر السدي المدني واسمه نجيح ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد القطان لا يحدث عنه ويستضعفه جدا ويضحك إذا ذكره غيره وتكلم فيه غير واحد من الأئمة .