( لطعام ) أي : إلى طعام أو لأجل طعام ( قال أنس فذهبت ) وذهابه إما بطلب مخصوص أو بالتبعية له - صلى الله عليه وسلم - لكونه خادما له عملا بالرضى العرفي ( ومرقا ) بفتحتين ( فيه دباء ) بضم الدال وتشديد الموحدة والمد ، وقد يقصر القرع والواحدة دباءة ( وقديد ) أي : لحم مملوح مجفف في الشمس فعيل بمعنى مفعول ، والقد القطع طولا ( يتتبع ) أي : [ ص: 203 ] يتطلب ( من حوالي الصحفة ) أي : جوانبها وهو بفتح اللام وسكون الياء ، وإنما كسر هنا لالتقاء الساكنين ، يقال رأيت الناس حوله وحوليه وحواليه واللام مفتوحة في الجميع ولا يجوز كسرها على ما في الصحاح ، وتقول : حوالي الدار قيل كأنه في الأصل حوالين كقولك جانبين فسقطت النون للإضافة والصحيح هو الأول ، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=841615اللهم حوالينا ولا علينا قال النووي : تتبع الدباء من حوالي الصحفة يحتمل وجهين : أحدهما من حوالي جانبه وناحيته من الصحفة لا من حوالي جميع جوانبها ، فقد أمر بالأكل مما يلي الإنسان ، والثاني أن يكون من جميع جوانبها ، وإنما نهى عن ذلك لئلا يتقذره جليسه ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يتقذره أحد ، بل يتبركون بآثاره - صلى الله عليه وسلم - ، فقد كانوا يتبركون ببصاقه ونخامته ويدلكون بذلك وجوههم ، وشرب بعضهم بوله ، وبعضهم دمه ، وغير ذلك ( فلم أزل أحب الدباء بعد يومئذ ) وفي رواية لمسلم منذ يومئذ . قال الطيبي : يحتمل أن يكون بعد مضافا إلى ما بعده كما جاء في شرح السنة بعد ذلك اليوم ، وأن يكون مقطوعا عن الإضافة ، وقوله يومئذ بيان للمضاف إليه المحذوف ، انتهى . قلت : فعلى الاحتمال الأول يكون دال بعد مفتوحة وميم يومئذ مفتوحة ومكسورة ، وعلى الاحتمال الثاني تكون دال بعد مضمومة وميم يومئذ مفتوحة ، وهذا مأخوذ من المرقاة . وفي الحديث فضيلة أكل الدباء وأنه يستحب أن يحب الدباء ، وكذلك كل شيء كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحبه وأنه يحرص على تحصيل ذلك .
قال المنذري : وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي .