( كل خطبة ) : بضم الخاء ، وقال القاري بكسر الخاء ، وهي التزوج ، والظاهر هو الأول ( ليس فيها تشهد ) : وفي رواية شهادة ، وأراد الشهادتين من إطلاق الجزء على الكل قاله المناوي .
وقال القاري : أي حمد وثناء على الله . ونقل عن التوربشتي أن أصل التشهد قولك أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم - ( فهي كاليد الجذماء ) : أي المقطوعة التي لا فائدة فيها لصاحبها . والجذم سرعة القطع ، وقيل الجذماء من الجذام وهو داء معروف تنفر عنه الطباع .
قال المنذري : وأخرجه الترمذي وقال حسن غريب . انتهى .
وكحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الذي رواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وابن خزيمة والسراج nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان وغيرهم من طريق سعيد بن أبي هلال عن نعيم المجمر قال : صليت وراء nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ ولا الضالين فقال آمين وقال الناس : آمين " الحديث وفي آخره " nindex.php?page=hadith&LINKID=3508707إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم - " ذكره الحافظ في الفتح .
وكحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=3508716لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه رواه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني nindex.php?page=showalam&ids=12757وابن السكن nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي قاله الحافظ .
ففي المواضع التي ثبت فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم القول ببسم الله الرحمن الرحيم بتمامه لا يحصل السنة إلا بقوله تاما وكاملا ، وإن اقتصر في تلك المواضع على بسم الله أو على بسم الله الرحمن لا يحصل السنة البتة .
فكيف يكون من قال في هذه المواضع بسم الله الرحمن الرحيم تاما وكاملا مبتدعا ، وكيف يكون قوله بدعة بل يكون سنة قوليا .
وفي الاختيارات العلمية في اختيارات الشيخ ابن تيمية ويقول عند الأكل بسم الله الرحمن الرحيم كاملا فإنه أكمل بخلاف الذبح . انتهى .
[ ص: 155 ] وأما المواضع التي ورد فيها بسم الله مع زيادة عليه غير لفظ الرحمن الرحيم فالمسنون فيها أن يقتصر على بسم الله مع تلك الزيادة ، وليس لأحد أن يزيد بين بسم الله وبين تلك الزيادة لفظ الرحمن الرحيم ؛ لأن مجموع بسم الله وتلك الزيادة دعاء واحد أو ذكر واحد ولم يثبت جواز زيادة بين كلمات دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وذكره فلا يجوز لأحد أن يقول عند الذبح بسم الله الرحمن الرحيم والله أكبر .
وأما المواضع التي جاء فيها ذكر اسم الله من غير تصريح ببسم الله الرحمن الرحيم أو ببسم الله فالأفضل أن يقول فيها بسم الله الرحمن الرحيم بتمامه من ثلاثة وجوه :
الأول : أنه إذا أتى في هذه المواضع ببسم الله الرحمن الرحيم بتمامه كان محرزا ما ورد في القول ببسم الله الرحمن الرحيم بتمامه من الفضيلة .
والوجه الثاني : أنه إذا قال بسم الله الرحمن الرحيم بتمامه فقد أتى بما هو المراد من ذكر اسم الله بيقين ، وأما إذا أتى ببسم الله فقط أو بلفظ آخر مثلا بالرب أو بالخالق فلا شك أنه أتى بذكر اسم الله ، لكن فيه احتمال أن يكون المراد من ذكر اسم الله هو القول ببسم الله الرحمن الرحيم بتمامه وكماله كما هو المعهود في كثير من المواضع .
وقال في شرح صحيح مسلم : وإنما بدأ بالحمد لله لحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=3508723كل أمر ذي بال لا يبدأ بالحمد لله فهو أقطع وفي رواية " بحمد الله " [ ص: 156 ] وفي رواية " بالحمد فهو أقطع " وفي رواية " أجذم " وفي رواية " لا يبدأ فيه بذكر الله تعالى " وفي رواية " ببسم الله الرحمن الرحيم " روينا كل هذه في كتاب الأربعين للحافظ nindex.php?page=showalam&ids=14391عبد القادر الرهاوي بسماعنا من صاحبه الشيخ أبي محمد عبد الرحمن بن سالم الأنباري عنه ورويناه فيه أيضا من رواية nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك الصحابي رضي الله عنه ، والمشهور رواية nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وهذا الحديث حسن رواه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه في سننهما ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في كتابه عمل اليوم والليلة ، وروي موصولا ومرسلا ، ورواية الموصول إسنادها جيد . انتهى .
فالحاصل أن هذه الوجوه تدل على أن في هذه المواضع الأفضل أن يقول بسم الله الرحمن الرحيم بتمامه ، وإن قال بسم الله فقط فقد ذكر اسم الله بلا شبهة وكفاه ، ولذلك قال النووي في الأذكار : من أهم ما ينبغي أن يعرف صفة التسمية وقدر المجزئ منها فاعلم أن الأفضل أن يقول بسم الله الرحمن الرحيم ، فإن قال بسم الله كفاه وحصلت السنة ، وسواء في هذا الجنب والحائض وغيرهما . انتهى .
وأما تعقب الحافظ بن حجر على كلام النووي هذا في فتح الباري بقوله : وأما قول النووي في أدب الأكل من الأذكار صفة التسمية من أهم ما ينبغي معرفته ، والأفضل أن يقول بسم الله الرحمن الرحيم ، فإن قال بسم الله كفاه وحصلت السنة ، فلم أر لما ادعاه من الأفضلية دليلا خاصا انتهى . فمتعقب ، كيف وقد رأيت وجوها ثلاثة للأفضلية . هذا عندي والله تعالى أعلم .