قوله : " يا بني إياك والالتفات في الصلاة " أي بتحويل الوجه ( فإن الالتفات في الصلاة هلكة ) بفتحتين أي هلاك ؛ لأنه طاعة الشيطان وهو سبب الهلاك ، قال ميرك : الهلاك على ثلاثة أوجه : افتقاد الشيء عندك ، وهو عند غيرك موجود كقوله تعالى : هلك عني سلطانيه وهلاك الشيء باستحالته ، والثالث الموت كقوله تعالى : إن امرؤ هلك وقال الطيبي : الهلكة الهلاك وهو استحالة الشيء وفساده ؛ لقوله تعالى : ويهلك الحرث والنسل والصلاة بالالتفات تستحيل من الكمال إلى الاختلاس المذكور في حديث عائشة " فإن كان لا بد " أي من الالتفات " ففي التطوع لا في الفريضة " لأن مبنى التطوع على المساهلة ، ألا ترى أنه يجوز قاعدا مع القدرة على القيام؟ وفيه الإذن بالالتفات للحاجة في التطوع والمنع من ذلك في صلاة الفرض .
[ ص: 161 ] قوله ، ( هذا حديث حسن ) ذكر الحافظ ابن تيمية هذا الحديث في المنتقى وقال : رواه الترمذي وصححه .