الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          590 حدثنا صالح بن عبد الله حدثنا أبو الأحوص عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه عن مسروق عن عائشة قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة قال هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة الرجل قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( قال : هو اختلاس ) افتعال من الخلس ، وهو السلب ، أي استلاب وأخذ بسرعة ، وقيل : شيء يختلس به ( يختلسه الشيطان ) أي : يحمله على هذا الفعل . وأحاديث الباب تدل على كراهة الالتفات في الصلاة وهو قول الأكثر والجمهور وأنها كراهة تنزيه ما لم يبلغ إلى حد استدبار القبلة ، والحكمة في التنفير عنه ما فيه من نقض الخشوع والإعراض عن الله تعالى وعدم التصميم على مخالفة وسوسة الشيطان .

                                                                                                          واعلم أن الحافظ الحازمي قد استدل على نسخ الالتفات بحديث رواه بإسناده إلى ابن سيرين قال : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام في الصلاة نظر هكذا وهكذا ، فلما نزل قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ، نظر هكذا . قال ابن شهاب : ببصره نحو الأرض . قال : وهذا وإن كان مرسلا فله شواهد ، واستدل أيضا بقول أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء فنزل الذين هم في صلاتهم خاشعون قلت : في هذا الاستدلال كلام كما لا يخفى على المتأمل .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه أحمد والبخاري والنسائي وأبو داود .




                                                                                                          الخدمات العلمية