[ ص: 246 ] قوله : ( أي الناس أفضل ؟ ) قال القاضي : هذا عام مخصوص وتقديره : هذا من أفضل الناس ، وإلا فالعلماء أفضل وكذا الصديقون كما جاءت به الأحاديث ( رجل ) وفي رواية الشيخين : مؤمن بدل رجل ، قال الحافظ : وكان المراد بالمؤمن من قام بما تعين عليه القيام به ثم حصل هذه الفضيلة ، وليس المراد من اقتصر على الجهاد وأهمل الواجبات العينية ، وحينئذ يظهر فضل المجاهد لما فيه من بذل نفسه وماله لله تعالى ، ولما فيه من النفع المتعدي ، وإنما كان المؤمن المعتزل يتلوه في الفضيلة لأن الذي يخالط الناس لا يسلم من ارتكاب الآثام فقد لا يفي هذا بهذا وهو مقيد بوقوع الفتن انتهى ( يجاهد في سبيل الله ) زاد الشيخان : بنفسه وماله ( ثم مؤمن ) وفي رواية لمسلم : ثم رجل معتزل ( في شعب من الشعاب ) قال النووي : الشعب مثالا لأنه خال عن الناس غالبا .
قال الحافظ : وفي الحديث فضل الانفراد لما فيه من السلامة من الغيبة واللغو ونحو ذلك ، وأما اعتزال الناس أصلا فقال الجمهور : محل ذلك عند وقوع الفتن كما سيأتي بسطه في الفتن ، ويؤيد ذلك رواية بعجة بن عبد الله عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا : يأتي nindex.php?page=hadith&LINKID=876366على الناس زمان يكون خير الناس فيه منزلة من أخذ بعنان فرسه في سبيل الله يطلب الموت في مظانه ، ورجل في شعب من هذه الشعاب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويدع الناس إلا من خير . أخرجه مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12308أسامة بن زيد الليثي عن بعجة . قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : إنما وردت هذه الأحاديث بذكر الشعب والجبل ؛ لأن ذلك في الأغلب يكون خاليا من الناس ، فكل موضع يبعد عن الناس فهو داخل في هذا المعنى انتهى ( يتقي ربه ) أي يخافه فيما أمر ونهى ( ويدع ) أي يترك ( الناس من شره ) فلا يخاصمهم ولا ينازعهم في شيء .