علفتها تبنا وماء باردا
ومنه قوله تعالى : والذين تبوءوا الدار والإيمان ( وذلك ) أي الإنكار بالقلب وهو الكراهية ( أضعف الإيمان ) أي شعبه أو خصال أهله ، والمعنى أنه أقلها ثمرة فمن غير المراتب مع القدرة كان عاصيا ، ومن تركها بلا قدرة أو يرى المفسدة أكثر ويكون منكرا بقلبه ، فهو من المؤمنين ، وقيل معناه : وذلك أضعف زمن الإيمان إذ لو كان إيمان أهل زمانه قويا لقدر على الإنكار القولي أو الفعلي ولما احتاج إلى الاقتصار على الإنكار القلبي ، إذ ذلك الشخص المنكر بالقلب فقط أضعف أهل الإيمان ، فإنه لو كان قويا صلبا في الدين لما اكتفى به ، ويؤيده الحديث المشهور : أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ، وقد قال تعالى : ولا يخافون لومة لائم كذا في المرقاة ، واقتصر النووي في شرح قوله : وذلك أضعف الإيمان على قوله معناه أقله ثمرة ، وقال : اعلم أن هذا الباب أعني الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد ضيع أكثره من أزمان متطاولة ، ولم يبق منه في هذه الأزمان إلا رسوم قليلة جدا ، وهو باب عظيم به قوام الأمر وملاكه ، وإذا كثر الخبث عم العقاب للصالح والطالح ، وإذا لم يأخذوا على يد الظالم أوشك أن يعمهم الله بعقابه ، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ، فينبغي لطالب الآخرة والساعي في تحصيل رضا الله عز وجل أن يعتني بهذا الباب ، فإن نفعه عظيم لا سيما وقد ذهب معظمه ويخلص نيته ولا يهابن من ينكر عليه لارتفاع مرتبته فإن الله تعالى قال : ولينصرن الله من ينصره ، ثم ذكر النووي في ما يتعلق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كلاما طويلا حسنا نافعا ، فعليك أن تطالعه .